Saturday 25/01/2014 Issue 15094 السبت 24 ربيع الأول 1435 العدد
25-01-2014

أرامل وأيتام المسؤولية الاجتماعية

قصص وصور مؤلمة للضمائر الإنسانية الحية التي تستشعر آدمية وقيمة الكائن الحي الإنساني، ولا سيما من نستطيع مساعدته على تجاوز الصورة التي هو عليها إلى صورة وحياة أفضل، ليعيش قصة يمكن أن تمر عليها السعادة بين فينة وأخرى، تلكم الصور ليست ببعيدة عنا بحيث يمكن رؤيتها لمن أراد الاطلاع أو لمن بنيته أن يفعل لها شيئاً يواسيها ويصلح من أمورها الحياتية، إنهم عجزة وأرامل وأيتام وفقراء معوزون، تتناقل الصحافة (مشكورة) أخبارهم المصورة في نداء لطيف للضمائر المحبة للخير والإحسان، فهناك ضمائر فردية وأخرى تمثل القطاع الأهلي الذي يجب أن تتعاضد جهوده مع الجهد الرسمي في رسم البهجة وملامح السعادة على محيا هؤلاء البؤساء، بنوك وشركات كبرى ومؤسسات تجارية ونحوها تجني مكاسب طائلة وأرباحا خيالية، في ظل أنظمة أتاحت لها هذه الفرص غير أنها لا تبادر ولو بجزء يسير من فتات أرباحها وتخصيصه لأعمال (المسؤولية الاجتماعية) التي تصب في أعمال الخير ومساعدة المحتاجين ضمن برامج مرسومة وبإشراف لجان من هيئات رسمية وأهلية وتطوعية تعمل على تنظيم إيصال المساعدات إلى مستحقيها، ومن المؤسف أن القليل من يقدمون التبرعات في إطار من مسؤوليتهم تجاه المجتمع، وعلى سبيل المثال يمكن الإشادة بنادي المسؤولية الاجتماعية بجامعة الملك سعود، حينما بدأ تنفيذ برنامج كسوة شتاء على مراحل، برعاية من شركة (نادك) يستهدف الأسر المحتاجة بأحياء الرياض في إطار المسؤولية الاجتماعية التي تضطلع بها الشركة خدمة للمجتمع، من خلال مشاركتهم في احتياجاتهم وتقديم يد العون لهم ومساعدتهم، في المقابل فإن هناك حالات كثيرة تحتاج إلى نظرة رحيمة من القلوب الخيرة كتلك المسنة وابنتها الأرملتين بعد وفاة الزوجين في حادث مروري وتركوا سبعة من الأطفال والفتيان العاجزين عن توفير المصاريف وإيجار السكن حتى أن المالك يهددهم بالطرد، إلى آخر مأساتهما التي تتطلب نظرة رسمية عاجلة لها ولأمثالها من الحالات بغض النظر عن ملابسات بعضها من سجن العائل ونحو ذلك، فهم بشر ومواطنون في كل الأحوال (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، ونظرة مماثلة من برامج المسؤولية الاجتماعية التي يفترض تفعيلها بتوجيه من جهات الاختصاص الرسمية والحث عليها بصورة جادة دون تهاون، وقصة لأطفال خمسة توفي والدهم بحادث مروري بعد أن انفصل عن والدتهم بالطلاق وكفلهم جدهم (محمد هتان ـ صبيا) الذي يعيش على الضمان الاجتماعي في منزلتواضع مكون من غرفتين ومع خمسة رؤوس من الماعز واحدة تدر لبناً خصصها لهم فهي العائل لهم وعليها المعتمد بعد الله، ولم يشملهم الضمان لانهم غير مسجلين في سجل الأحوال مع والدهم، مشكلات متراكمة سببها الفاقة والجهاد وراء لقمة العيش والجهل بالأنظمة لانعدام الوعي، فمن المسؤول عن كل هذه التراكمات التي لحقت بهذه الأسرة وأمثالها؟ ألا يجدر بجهات الاختصاص من الدوائر الرسمية المعنية بكل محافظة أن تتابع أمثال هؤلاء وتنبههم بضرورة إكمال أوراقهم الرسمية وتصحيح أوضاعهم، فهذه ضمن المسؤولية الرسمية حتى لا يكونوا في النهاية عبئاً يصعب حله وتجاوزه، مع تزايد أعداد الأسرة وتفاقم مشكلاتها وتزايد متطلباتها، هنا تكمن الحاجة لتضافر جهود المسؤولية الاجتماعية.

t@alialkhuzaim

مقالات أخرى للكاتب