Wednesday 29/01/2014 Issue 15098 الاربعاء 28 ربيع الأول 1435 العدد
29-01-2014

لهذا لا يحترمون الوقت

غياب عدد كبير من الطلاب قبل بدء الإجازات وبعد انتهائها صار ظاهرة عامة، وأكاد أقول صار «قاعدة»، وصار من الطبيعي أن تجد من يتساءل في مواسم الإجازات عما إذا كانت الدراسة ستبدأ في موعدها المحدد أم لا، وقد تجد من الأسر مَنْ تخطط لقضاء إجازة طويلة خارج مكان إقامتها تحت فرضية إن الدراسة لن تبدأ في الموعد «المحدد»!!

والواقع أن مجرد التساؤل عما إذا كانت الدراسة ستبدأ في موعدها «المحدد» يحمل في ثناياه الكثير من التناقض والعبثية إذ ما الفائدة من تحديد موعد لبدء الدراسة إذا كان هناك مجرد شك في أن الدراسة سوف تبدأ حقاً في ذلك الموعد «المحدد» أو أن هناك من لا يحترم ذلك الموعد «المحدد» ويفلت من العقاب!؟

معروف أن التزام الناس عندنا في المواعيد واحترامهم للوقت وانضباطهم في الدوام متدنية بالمقارنة ببعض المجتمعات الأخرى، ومعروف أن هذه المجتمعات المنضبطة لا تعرف ظاهرة التغيب عن الدراسة قبل وبعد الإجازات، ولذا لن يكون غريباً لو أجرى أحد المختصين دراسة عن العلاقة بين غياب الطلاب واحترام المجتمع لقيمة الوقت ووجد أن هناك علاقة وثيقة بين العاملَين.

نحن نزرع في نفوس النشء بذور عدم احترام الوقت عندما نسمح للطلاب بالغياب عن الدراسة دون عقاب، فما بالك حين يكون الأمر ليس مجرد السماح أو التغاضي عن الغائبين بل تشجيعهم على الغياب كما يحدث في بعض المدارس المتراخية!

لقد نشرت بعض الصحف ووسائل الإعلام أن نسبة الغياب وصلت إلى ربع عدد الطلاب في بعض المدارس! وإذا صحت هذه الأرقام فإن ظاهرة الغياب يجب أن تكون ضمن أهم أولويات وزارة التربية والتعليم في قائمة القضايا التي يجب معالجتها سريعاً. فالمدارس هي بيئة يتعلم منها الطالب «الانضباط» عندما يخرج من مقاعد الدراسة إلى المجتمع وإلى الحياة العملية، وستكون وظيفة المدرسة منقوصة إذا اقتصرت على المهمة «التعليمية» وغَفَلَتْ عن المهمة «التربوية».

ومن المؤكد أن التساهل مع غياب الطلاب هو تقصير من «البيت» ومن «المدرسة»، لكنني ألوم «المدرسة» أولاً لأن أولياء أمور الطلاب يتساهلون مع غياب أبنائهم عندما يخشون من تسيبهم أو تعرضهم للأذى بسبب عدم انتظام الدراسة، ولو كانت «المدرسة» حازمة ومنضبطة فإن «البيت» سيكون مثلها حازماً ومنضبطاً. هناك حديث عن عقوبات ستفرضها وزارة التربية والتعليم على المتساهلين في موضوع الغياب، والمأمول أن يتم تطبيق هذه العقوبات التي ستكون هي الخطوة الأولى لبيئة مدرسية منضبطة تُخَرِّج للمجتمع مواطنين منضبطين يحترمون قيمة الوقت.

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب