Saturday 01/02/2014 Issue 15101 السبت 01 ربيع الثاني 1435 العدد
01-02-2014

«مكتبة المسجد الحرام» ممنوع دخول النساء

في الأسبوع الماضي عند زيارتي لبيت الله الحرام، قمت بجولة داخل الحرم في الدور الثاني ابتعاداً عن التزاحم غير الطبيعي، نتيجة لوجود الأعداد الهائلة من المعتمرين من مختلف الجنسيات هذه الفترة . وبالصدفة اتجهت إلى مكاتب خاصة بالعاملين في الحرم، وفي زاوية خلفية منها لوحة مكتوب عليها « المكتبة «، وفرحت كثيراً واتجهت مسرعة محاولة الدخول لمكتبة بيت الله، والتي ستكون بلا شك مميزة وثرية بالمصادر النادرة بخلاف المكتبات الأخرى، وتخيّلت حينها بأنها ستكون فرصة لكي أقضي وقتاً ممتعاً في القراءة والاطلاع في الوقت ما بين صلاتيْ المغرب والعشاء، بدلاً من ضياعه في مشاهدة المواقف والسلوكيات اليومية في الحرم من المعتمرين والمعتمرات، والتي لا تدل على وعي الكثير منهم بآداب الصلاة وقراءة القرآن، والطهارة، والنظافة، هذه السلوكيات تحرمك من الخشوع، والتركيز في صلاتك وقراءتك للقرآن طوال وقت وجودك داخل بيت الله للأسف الشديد إلاّ في أوقات قليلة! وفي استمراري للبحث عن باب المكتبة صدمتني لوحة معلّقة أمام واجهة باب المكتبة تتضمّن العبارة الصادمة لي، والتي تنص على الآتي (ممنوع دخول النساء)!!!

وهنا أوجِّه سؤالي للشيخ الفاضل الدكتور «عبد الرحمن السديس» الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام وإمام الحرم المكي الشريف، والذي يتصف بسماحته وتقبُّله للرأي الآخر، ولا أعلم هل لديه علم عن هذا الإقصاء النوعي أم لا؟! فهذه اللوحة التي وُضعت أمام مكتبة أطهر بقعة على وجه الأرض «بيت الله الحرام « والتي تحمل رفضاً لدخول الزائرات والمعتمرات من مختلف الدول الإسلامية إلى ماذا تشير؟! ولماذا يُسمح للرجال دون النساء بالتمتع بالدخول لمكتبة بيت الله الحرام، والتي بلا شك ستكون معلماً وذكرى مميّزة لكل زائرة سواء من داخل السعودية أو من خارجها! هذه اللوحة بعبارتها المؤذية نفسياً لنا جميعاً كنساء زائرات ومعتمرات لبيته الشريف، ستصيب الكثير منكم بالخيبة والإحباط، مثل ما شعرت به بعد حماسي مسرعة للدخول إلى المكتبة حينها!

إنّ بيت الله الحرام هو المكان الوحيد الذي من المفروض لا يُشعر أي زائر له بالتمييز بين الجنسين، أو الإقصاء خاصة أنّ أكثر مشهد داخل البيت يلغي كل ذلك هو «الطواف حول الكعبة» الذي تتساوى فيه كل الجنسيات والألوان والنوع والطبقات والمذاهب! جميع المعتمرين والزائرين سواسية، وإن كانت هناك بعض المواقف التي تزعج المصليات لقلة الأماكن المخصصة لهنّ دوناً عن المصلين، ومنع القادرات منهن للصلاة في سطح البيت ابتعاداً عن التزاحم وقت الذروة داخل الحرم مع الرجال، أو التزاحم في الساحات الخارجية مع الأطفال الذين لا يعطونك مجالاً للتركيز والخشوع في صلاتك! إلاّ أنه بالإمكان تحمُّل كل ذلك، لاختلاف درجات التزاحم حسب أوقات كل صلاة! لكن المكتبة التي تقع في الدور الثاني وبعيداً عن التزاحم، وقد لا يعلم الكثير عنها، مثلي، بالرغم من أنني أزور بيت الله الحرام بشكل دوري ، لكن ولأول مرة وبالصدفة علمت بوجود مكتبة قيّمة داخل بيت الله الحرام، وفي مكان بعيد عن التزاحم وعن الفوضى التي نشاهدها من الكثير من الزائرين والمعتمرين، مما لا يستوجب المنع للنساء دون الرجال! سؤال مازال بحاجة لإجابة؟!

وأتمنى أخيراً من المشرفات على الأقسام النسائية الاهتمام بتوعية المعتمرات العربيات والأجنبيات، لبعض السلوكيات المرتبطة بالصلاة والاستعداد لها بالتطهُّر قبل الإقامة بدلاً من تركهن نائمات لساعات داخل الحرم، والقيام بعدها مباشرة لأداء الصلاة بدون طهارة! إلى جانب الكثير من الملاحظات التي بلا شك تدخل تحت مسؤوليتهن مباشرة، وعدم اقتصار عملهن على تنظيم حركتيْ الدخول والخروج فقط عند بوابات الحرم!

moudyahrani@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب