Wednesday 05/02/2014 Issue 15105 الاربعاء 05 ربيع الثاني 1435 العدد
05-02-2014

رعاية المسنين بين الأسرة و مراكز الإيواء

تعنى الأمم بفئات المحتاجين في المجتمعات, وهم أولئك الذين يحتاجون إلى عناية خاصة بسبب قصور في قدراتهم لأمور تتعلق بالإصابات أو الإعاقات أو كبار السن أو فقدان الأهل والحاجة إلى العناية منذ الصغر.

وقد اهتم الإسلام بهذه الأمور كافة ويحفل التاريخ الإسلامي بكثير من الإشارات عن توجه الخلفاء والأمراء والأثرياء وغيرهم إلى بناء دور الإيواء وجعلها وقفاً على المحتاجين من الغرباء وكبار السن والمرضى والأيتام وكل ذلك من منطلق أن الإسلام يوجه إلى ضرورة الصرف على أعمال البر وضرورة الاهتمام بالمحتاجين.. وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تحث على ذلك وتبيّن أجره عند الله, كما حفلت السنة النبوية بما يؤكّد كل المعاني السابقة.

دفعني إلى هذا التقديم ما يشهده المجتمع من إفرازات جاءت نتيجة تطور الحياة وتداخلها وتفكك أواصر المجتمع إلى درجة أن البعض قد يشعر بالملل من وجود قريب من ذوي الاحتياجات داخل الأسرة ويفضّل أن يودعه في أحد الملاجئ التي تستوعب تلك النماذج من المحتاجين.

وإذا كان أمر الأيتام يستدعي وضعهم في ملاجئ خاصة بهم ورعايتهم من قبل الآخرين فإن من الأمور الصادمة أن يترك أمر المسنين إلى رعاية غير أبنائهم أو غير أقربائهم وأسرهم إلا في حالة فقدان الأسرة كلية فقد يكون لذلك وجه مقبول.

إن من أكبر واجبات الإنسان هو أن يتولى رعاية والديه مهما كان الأمر ولا يترك ذلك بحال من الأحوال حتى لا نصبح أمة خالية من الرحمة ولا تهتم بأواصر القربى, ولذلك يجب علينا غرس قيم حب الأبناء وتقدير الكبار وإجلالهم وغرس قيم الإسلام في العناية بالوالدين وإعطائهم ما يستحقون من البر والتكريم. وفي هذا الإطار ليس من واجب الدولة أن ترعى المسنين الذين لهم من يفترض أن يهتم بهم، بل أن توجه الدولة إلى مثل هذا الأمر قد يؤدي إلى حدوث ما يدخل في باب العقوق عندما يتخلّى بعض الأبناء أو الأقارب عن المسن الذي يعيش بينهم.

ولكن يمكن أن يكون هناك توجه بمساعدة الأسر الفقيرة باحتضان كبار السن من الأسرة، حيث يمكنهم تقديم الرعاية الواجبة له في إطار الأسرة وليس في إطار ملجأ أو مركز إيواء.

في الختام: يجب أن لا نشجع في أي حال من الأحوال فكرة إبعاد كبار السن عن أسرهم وتركهم يواجهون مصيرهم في ختام حياتهم بين غرباء لا ينتمون لهم ولا يشعرون بالمودة نحوهم ولا يعرفون قدرهم، وكل ما أشرت إليه يصب في معالجة مشكلة المسنين الذين لهم أسر تحتضنهم أما الآخرون الذين لا توجد لهم أسر فلا شك أن رعايتهم من قبل الدولة أمر مطلوب.

مقالات أخرى للكاتب