Friday 07/02/2014 Issue 15107 الجمعة 07 ربيع الثاني 1435 العدد
07-02-2014

الفن التشكيلي مع من لا يعي دوره!

الحراك الجديد في محافظة جدة أزاح الستار عن حقيقة الفنون البصرية عامة أو ما كنا نطلق عليه الفنون الجميلة أو التشكيلية، ليكشف لنا أمورا كثيرة نعلمها نحن المقربين من هذا الفن ويجهلها من أوكلت لهم مهمة القيام عليه وتنظيمه سنوات طويلة. وإذا كنا نغض الطرف عن سنوات البدايات وما كان عليه الفن العربي عامة والخليجي بما فيه الفن في وطننا، فإننا لا نستطيع أن نقبل أي عذر أو تبرير ممن كانوا أو لا زالو على سدة ادارة هذا الفن في تاريخه الحديث من المتخصصين فيه، ممن يعلمون ويتابعون ويحضرون الكثير من المحافل الفنية بدعوات رسمية مع ما وجدوا فيها من تحقيق مكاسب (الانتداب) وهو حق لا نحسدهم عليه، لكنهم لم يضيفوا جديداً أو تطويراً أو يقنعوا من لديه القرار بأن الفنون التشكيلية بكل صفة يطلق عليها لم تعد حكراً على إدارة أو مؤسسة حكومية، بقدر ما وصلت إلى أبعد من رأس الأنف إلى مساحات من فتح فرص الاستثمار.

فرص تجاوزت إقامة معارض لا يحضرها إلا القلة في ظل تردي في التغطيات وتراجع في الإعلام، عوداً إلى الأساس وهو القصور في دعم تنظيمها ونقص سبل الإشهار بها، ليصبح ذلك إجابات طويلة على أسئلة أطول وأكثر الحاحاً.

لماذا لا يتحرك هذا الفن إلا في حدود ضيقة ودعم يمكن وصفه بالـ(بالمتواضع) وأين من عليه الأخذ بهذا الفن من دائرة التشجيع إلى آفاق الاستثمار كالكتاب ونحوه الذي دلت تجربة إقامة معرضه الدولي على مردوده الكبير رغم تراجع مستوى القراءة وتخلي الجيل الجديد عن الكتب الورقية.

لماذا غاب عنهم مثل ما يحدث حالياً في محافظة جدة رغم تأخر حدوثه نتيجة للكثير من الأسباب منها الرسمي ومنها ضوابط القيم والتقاليد ومع ذلك استطاع من لديهم بعد نظر والمتأثرين بما يحدث حولهم من فعاليات أصبحت مدرسة ينهل منها من يجهل قيمة الفنون البصرية تشكيلاً وخط عربي وتصوير ومسرح.

استطاعوا أن يقدموا حراكاً يعد هاماً بالنسبة لنا وخطوة أولى بالنسبة لمن قام على تنظيمة مع غض الطرف عن أي قصور أو خطأ، فإن نحضر متأخرين خير من أن لا نحضر أبداً، لقد حطم أولئك المنظمين لتلك الفعاليات في فن جدة (29-21) أو فعاليات (جو) الحواجز بأيدي لا تهدم بقدر ما تبني، جعلوا من جدة كما عرف عنها واجهة إبداعية، تتعامل مع كل الظروف والأجواء وتستقطب الجديد وتتحمل النقد في أولى الخطوات وتؤكد النجاح في قادم الأيام..

نعود للقول إن مثل هذه الأنشطة والفعاليات لا تعفي الجهات المعنية بالفنون البصرية من القيام بما هو أكبر وأكثر تنظيماً وتعاملاً مع جهات عالمية بإطار رسمي يحفظ للمؤسسة حقها ويرفع اسم الوطن.. وليكن بينالي الشارقة مثال.. ناصع البياض أمام منافسة ارت دبي وفن أبوظبي.

monif.art@msn.com

فنان تشكيلي

مقالات أخرى للكاتب