Friday 24/01/2014 Issue 15093 الجمعة 23 ربيع الأول 1435 العدد
24-01-2014

الشيخة مي الخليفة .. شكراً

تلقيت دعوة كريمة من الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة في دولة البحرين الشقيقة لحضور الاحتفال بمرور أربعين عاماً على انطلاقة الفن التشكيلي البحريني، الدعوة ليست مستغربة من سيدة وحكومة كريمة ومع ان الدعوة شملت القاصي والداني من كبار الفنانين والنقاد عرب وأجانب إلا أنني شعرت بأن الاحتفال في وطني وأن من قام بتلك الأعمال الفنية من الفنانين هم من أبناء وطن واحد، فكثير منهم تربطنا بهم علاقات سابقة التقينا ببعضهم مباشرة وفي مناسبات عدة هنا بالمملكة العربية السعودية وكذلك في مملكة البحرين وهناك من أصبحوا جزءا من ذاكرتنا التشكيلية تتلمذنا على تجارب الرواد منهم واكتسبنا الثقافة البصرية والمعلوماتية عن هذا الفن وتاريخه ومنشأة ومصادر استلهامه في البحرين.

كان الاحتفال رائعا بكل المقاييس تنظيما وتنوعا في البرامج وإعلام متميزحيث أفردت له صفحات لم أرها إلا في صحف الشقيقة البحرين.. لاشك أن من شرف هذا المحفل من كبار المسؤولين يستحقون هذا الاحتفاء الاعلامي لكنها أيضاً القناعة بالإبداع وبدور الفنون ومنها الفنون التشكيلية في بناء المستقبل والمشاركة في تطور الحضارات، فكانت مساحاته المستحقة في الإعلام المقروء صحافة والمرئي تلفزيونياً.

لقد كان لإقامة المعرض في تلك القاعة من متحف البحرين الوطني والمعدة اعداداً يليق بكل قطعة فنية، يمثل الحضن الحقيقي ويؤكد اهمية هذا الاحتفاء، مع ما أحيطت به المناسبة من حضور رسمي على اعلى مستوى بدءا بتفضل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وحضور وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة والشيخ راشد بن خليفة آل خليفة الرئيس الفخري لجمعية الفنون التشكيلية، مروراً بكل مسؤول ومحب أو ضيف من ضيوف المناسبة، ما جعل لتلك اللحظات إحساساً لدى كل منتسب للفنون التشكيلية مؤطرا بالفخر والاعتزاز أن يجد إبداعه مثل هذا الاحتفاء.

لفتت نظري الجملة الاجمل من الشيخة مي وزيرة الثقافة الاكثر تعبيراً عما مر بالفن التشكيلي البحريني اختصرتها في جملة معبرة شاملة حينما قالت (إننا استطعنا خلال أربعة عقود ان نجمع المرئيّ والمحسوس واستبدلنا الاعتياديّ بالجميل)، وثقت تلك الجملة بكل عمل فني احتفي به في تلك المناسبة، حيث قدم في المعرض أجيال الفن التشكيلي البحريني بكل أطيافه وتجاربه، كشفت للمتلقي مراحل التطور دون إخلال بالهوية أو بالأسس التي انطلق منها رغم تعدد المراحل وتنوع ثقافات المشاركين من جيل إلى جيل، مر الفن التشكيلي البحريني فيها بالكثير من التجارب واكتساب الخبرات، ومع ذلك لا يزال متمسكاً بقيمته الفنية وقيمه الفكرية.

قريباً سيكون لنا وقفة تفصيلية عن هذا الحدث التشكيلي عبر صفحة الفن التشكيلي في المجلة الثقافية.

monif.art@msn.com

فنان تشكيلي

مقالات أخرى للكاتب