Friday 07/02/2014 Issue 15107 الجمعة 07 ربيع الثاني 1435 العدد

كارينيو أيها المدرب القدير

كارينيو هذا المدرب الجميل شكلاً وخلقاً جاء خلفاً لماتورانا الذي أبعد على أعقاب خسارته (الديربي) مع الهلال ليخطف هو الفوز وبطولة كأس ولي العهد أمامه بعد احتكارها ست سنوات متتالية.. هذا المدرب عندما تشاهده في الملاعب السعودية وأنت لا تعرفه تجزم فوراً بأنه مدرب مواطن قد علق ثوبه وعمامته في سيارته قبل أن يدخل الملعب من فرط حماسه وعنفوانه وتحفيزه للاعبين وحسرته البادية على محياه من ضياع أبسط الفرص على فريقه..!!

هذا المدرب قال: بعد خسارتنا كأس ولي العهد العام الماضي لم أنم طوال ذلك اليوم حتى الصباح فقد قتلتني الحسرة وأرقني الشعور بالندم على ضياع البطولة فقد أضعتها أنا بنفسي..!! يقول كل هذا بالرغم أنها انتهت بضربات الحظ وحداثة توليه الإدارة الفنية لفريقه ويسهر وكل أطراف المباراة والجماهير المعنية بها استغرقت في أحلام سعيدة ليلتها..!! وبعدها بأشهر يكرر نفس المشهد الذي تقرأ من خلاله إخلاص وتفاني هذا الرجل في عمله حين طاف بملعب نهائي الكأس لهذا العام ونزل على أرضيته حانياً رأسه للأرض يناجي العشب الأخضر بأن يتعاطف معه وينصفه هذه المرة ويجنبه مرارة الندم والحسرة والسهاد في حال ضياع البطولة لكنها استجابت له هذه المرة وأنصفته أخيراً وجازته إحساناً على عمله وإخلاصه وأخلاقه العالية مع الجميع فهذا المدرب جميل في تعاطيه مع الإعلام وجميل في تعامله مع اللاعبين والخصوم وهذا المدرب يعمل مدرباً برتبة طبيب فقد أحضر معه (مصلاً) حقن به فريقه الذي كان قد دخل في غيبوبة دامت عشرات السنوات وجعله وكأنما نشط من عقال.. يحدث كل هذا من كارينيو في وقت يحضر فيه إلينا مدربون يعاملوننا بفوقية وهمهم الأول والأخير المادة لذلك يسيئون التعامل مع الفريق ومع الإعلام ومع الكل وبعضهم ربما يلجأ للطرق الدفاعية طوال الموسم ضارباً بمصلحة الفريق وتاريخه عرض الحائط من أجل أن يضمن بقاءه فقط..!!

كارينيو أيها المدرب من أين لك هذا وماذا فعلت بهذا الفريق كيف جعلت من فريق كادت المنصات أن تحذفه من ذاكرتها فريقاً ينافس على كل الجبهات كيف أعدت اللاعبين إلى مستوياتهم وكيف خلقت كل هذه القوة والانسجام في الفريق وجعلت منه فريقاً مهاباً بعد أن كان محطة تزويد للوقود حتى مع أضعف الفرق..!!

باختصار.. أنت يا كارينيو الأجمل والأكمل والأمثل في ملاعبنا وعلى الاتحاد السعودي لكرة القدم ألا يفرط فيك فقد تكون أنت أيضاً ضالة الأخضر كما كنت ضالة الأصفر الذي حولته من فريق جامد إلى فريق مارد.

صالح الصنات - الرياض

موضوعات أخرى