Sunday 09/02/2014 Issue 15109 الأحد 09 ربيع الثاني 1435 العدد
09-02-2014

الثقافة والتعليم وجهان لعملة

أينما ظهرت غالباً مفردة (التعليم)، تظهر إلى جانبها مفردة (الثقافة) - منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، بل إن مسمّى وزارات التربية في كثير من دول العالم يحمل مفردتي الثقافة والتربية.

هناك اليوم من يرى أنّ الثقافة هي المكوّن الحقيقي للفرد، فهي التي توجه اهتماماته، وتشكل وتؤثر بعمق على اتجاهاته وجدّيته في الحياة ورغبته في التعلّم وتهذب سلوكياته وترتقي بنمط تفكيره وتعامله مع الآخرين، إنّ غياب هذه الثقافة حول التعليم إلى مجرّد مظهر خارجي، يستهدف البحث بأقصر الطرق عن الشهادة بغرض الترقي في السلم الوظيفي الاجتماعي، لقد فشل التعليم بسبب هذه الثقافة في أن يوجد أفراد قادرين على الإبداع والتفكير، ويصبح هذا الأمر أكثر سوء عندما يكون التعليم نفسه مغذياً لهذه الثقافة، الذي يبدو لي أننا لم ننجح في تقديم تعليم يعزز استنبات ثقافة تسهم في إيجاد فرد قادر على أن يتفاعل بإيجابية مع متغيرات عصره ويواكب متغيراته، وذلك من خلال قدرته على التفكير في بعد عالمي وفي مناخ من التسامح وتفهم الآخر.

من أهم عناصر الثقافة التي يبدو أن تعليمنا عجز عن استنباتها: الرغبة الجادة في التعلم مدى الحياة، تخليص المدرسة من كونها مؤسسة نسخ للأفراد، استقلالية الفرد في التفكير واعتماده على ذاته، التأكيد على قيمة الحوار والعمل الجماعي المنتج، احترام آدمية وإنسانية المتعلم، عدم ممارسة الوصاية على الفرد من معلمه أو مجتمعه عموماً.

لتعرف مدى تغلغل هذه الثقافة، انظر كيف يقوم طلاب مبتعثون إلى أفضل جامعات العالم باستضافة دعاة فضائيين، وكأنهم حديثو عهد بالإسلام.

أستاذ التربية بجامعة الملك سعود

مقالات أخرى للكاتب