Tuesday 11/02/2014 Issue 15111 الثلاثاء 11 ربيع الثاني 1435 العدد
11-02-2014

هجاء ليس موجها .. أنتظركم !

لا أذكر يوما بعينه من طفولتي وشبابي ! لماذا ؟! لأنه : مضى ! . السنوات ليست أرقاما فقط . إنها تفسير ( تاريخنا ) الشخصي . وإن كانت مقولة النسيان تنبئ عن أننا سيئون . لكن الذاكرة هي الشاهد على ( التاريخ ) ولكننا لا نعير إهتماما لا للتاريخ ولا للذاكرة. ربما نمارس تمرين خفض الضغوط بشتى الطرق . لكننا - حقّا - ناجحون في تناسي الأيام العصيبة ونحاول تبديل استجاباتنا السلبية

باستجابات سويّة . لكننا نفشل دائما بسبب شعورنا المبالغ فيه بأننا ( حرّاس الفضيلة ) وكنا - لو دققنا البصيرة لعرفنا أن مبتكر عبارة حرّاس الفضيلة ( على الأقل ) هو ممن لا تخطئ أعينهم عبارة حراس الرذيلة ! لماذا ؟ لنأخذ المسألة بشكل رياضي : وجود شيء مناقض لمجهول شبه معلوم و ( هـ . ط . ث ) - اختصار معلمي الحساب لنا بعبارة هـ . ط . ث ! تنتهي لعبة الرياضيات . لكن المقلق حقا في الأمر أن عين الرضا عن كل عيب ٍ كليلة ٌ .. إلخ .

وما سأطرحه توّا هو: علاقة الإبن بوالديه ،الذي صوّر الله بلاغة فائقة بقوله ( واخفض لهما جناح الذلّ ) . ليس بعد أن يأمرنا الله بالخضوع والخشوع للوالدين حتى لا نمسّ بمكانتهم الأخلاقية . فهما أبوان لم تجمع صدفة اقترابهما منك . بل هيأت لك الإرادة الإلهية أن تشرب من نفس السوائل التي تتناولها وحين تكبر فأنت لست مطالبا بالقول - كبرت - بل كبر أبواك اللذان لا يذوقان طعم راحة النوم فيما أنت تلهو وتلعب . يخافان أن يسيء أحد من أولاد الحارة الى أحدهما أو كليهما . وهذه الأيام لا تظنوها يامن تشرعون وتتفقون وتختلفون مثل أيام زمان ! . فلا بدّ من ردع الفتية العابثين بكل تقليد غربي و المقلدين لمطربين وهياكل عظمية لمغنين رحلوا , ولا يكادون يفقهون شيئا . في منطقة كبيرة مثل حائل أراهنك أن تجد مجلة توزع في مدن المملكة و الموزعون الباكستانيون يعرفون حمولتهم شرق أوسط / جزيرة / رياض / أكاز ؟! . فلماذا يمسك بزمام أمر التوزيع والنشر يظن أنه ( دولة ) مستقلة و ذات سيادة !, وفعلا فإن ما يساهم به المحررون لايتعدى الالتزام القانوني وتكرار عبارات ( إن المخدرات بداية النهاية ) و ( بابا ... لاتسرع ! نحن ننتظرك ! ) . وهكذا ننتهي من حل لهذه القضية إذ يبدو وكأن اللعبة الطفولية تصطاد سمك البلاستيك عبر صنارة بلاستكية أيضا . إن من هموم الثقافة التوصل الى حلول و هي حلول صعبة . ولكن الثقافة ينبغي أن تمسك بزمام أمور معينة ينحدر من مجرى نهر لا تربطه رابطة بأنهار أخرى وهذا يؤكد أنه لما اكتفت وزارة الثقافة بتثمين كل عمل يكون من صالح المحرر أن يختلف مع الرؤية الصادقة ظنا منه / منها أنه يقوم بعملية محاكمة لكتب و ضد كتاب معينين حتى صارت تراثا يتم نقله ( مهلهلا ) ونحن ينبغي علينا التبشير بالإبداع المحلي بدلا من محاصرة كتابه وقلة الاقتناع ربما تشير للرقيب بشيء ما . وهو أن الصمت حيال الشخص الذي يريد أن يقوم بقصص متخيلة ولكنها مسلية .

لقد آن الأوان لأن يقدم شباب الوطن باختلاف وجهات نظرهم إبداعا يتجاوز عنه رئيس المشرفين في جمعيات الفنون ووزارة الثقافة لكونه يصعب عليهم أن يمثلوا قنطرة وهم مقتنعون أن كل الكتب المنشورة والاسوأ أن يضم الى ( جبهتهم ) ! , مع لزوم إيراد المنتج - الكتاب - دون تفرقة بين الكتاب المتقدمين و أن يمتلك ( الرؤيا ) الساطعة مهما كان خلفها من الغوغاء الذين يطبلون لأمسية لمسوا فيها ( تطبيبا ) ومنهجهم الذي يتمترس في تجمعهم ليكتشفوا الأفكار التي ما أنزل الله بها من سلطان . هكذا ! ولكي تتأكد كم من مطبوع جديد يلمّ شتات المبدعين ، شعراءهم وراقصيهم ومغنيهم وكأن الأمر يتحول إلى معجزة حين تصرف الدولة على غير نشاط جسدي ولا يستقر هؤلاء الى المغزى المقصود من تحديث الشعر عبر دعوتهم دوما الى دراما محلية وظهور المرأة في المشهد المختبىء ينبئ جنيّ ما . وهكذا فأنا لست تبريرا للحكومة . ولا ذرائع للوزير . لأن - من حق الكاتب طبع كتابه في أية منطقة عربية والوزارة تقرأه فقط حين يصل إنكار الغوغاء للتنمية و التقدم .

حللّوه !

hjarallah@yahoo.com - alhomaidjarallah@gmail.com

www.jarrallah.com - حائل

مقالات أخرى للكاتب