Wednesday 12/02/2014 Issue 15112 الاربعاء 12 ربيع الثاني 1435 العدد
12-02-2014

عملك وحده هو الذي يتكلم

هذه المقولة قد تتردد على ألسنة كثيرة بفطرية وترد في مسار الحديث بين اثنين أو أكثر عندما يتذاكرون أمراً عاماً أو قضية تتصل بجهاز أو مؤسسة أو جهة حكومية، وقد تأتي عن طريق المدح وقد تأتي عن طريق القدح.

ففي حالة المدح تكون علامة من علامات الرضا عندما يشهد مجموعة من الأفراد عن جودة العمل فيها وحسن تنظيمها ودقة أداء أفرادها بحيث تكون نتيجتها معبرة عن قيادة حكيمة تسعى إلى التطوير وتخلص في الأداء ولا تحتاج إلى من يغدق عليها الثناء ويمجد أعمالها وأفعالها ودورها.

وقد تأتي على سبيل القدح بسبب سوء الأداء في المؤسسات واضطراب العمل فيها وعدم قدرة قياداتها على أداء الأعباء التي يتطلب أن يقومون بها.

في مثل هذه المؤسسات تكون هناك حساسية من أي نقد وضيق من كل كلمة لا تحمل مديحاً ونفور من كل من لا يغدق المديح على المؤسسة وقياداتها.

هنا نجد أن عملك هو الذي يتكلم، ولا ينطبق على توظيفه عن الصورة التي نراها ولكن ينطبق بنحو عكسي، فالعمل هنا يتكلم عن طريقة تعبر عن عدم الرضا وعدم الاقتناع بالأداء خاصة إذا وجد من «يطنطن» لهذه المؤسسة أو تلك ويغدق عليها الثناء الذي لا تستحقه ويبالغ بمديح من لا يستحق المديح, ومثل هؤلاء قد يحصلون على فوائد تخصهم ولكنهم يسيئون إلى الجهات التي يعملون فيها ويكرسون النظرة السلبية من المجتمع نحو تلك المؤسسة عندما يجدون أن ما يُقال عكس ما يرون وأن هذا المديح الصادر في حق المؤسسة هو عكس ما تستحقه ولا شك أن من الضعف لقيادات مؤسسات راقية وعالية الارتخاء أمام هذا المديح أو التوجيه به والإسهام في تكوينه.

مهما كتب أو قيل من كلام مزوق عن عمل غير متقن أو تقديم صورة غير صادقة لن يجدي ولن ينفع خاصة إذا راعى الإنسان ضميره وعرف أن هناك من يحاسب عن مثل هذا الكلام الذي لا يستطيع صاحبه بحال من الأحوال أن يحجب عن أعين الناس الحقيقة الناصعة التي تقول بكل قوة عكس ما كتب أو قيل..

ما أتمناه ويتمناه غيري أن تعي كل مؤسسة وكل جهة أن «عملك وحده هو الذي يتكلم» مهما حاولنا تزييف الحقائق أو تجميلها ويجب أن ننشد الصدق وأن نُقوم الأشياء ونرشد إلى الأخطاء بصدق حتى ولو كان غير مقبول من مسئول كبر أو صغر لأن التلميع والتجميل غير الصادق سيكشف عاجلاً أم آجلاً.

مقالات أخرى للكاتب