Thursday 13/02/2014 Issue 15113 الخميس 13 ربيع الثاني 1435 العدد
13-02-2014

جنادرية 29 تجديد تعزيز الانتماء للوطن

الإطلالة على التاريخ من نافذة المعاصرة، نهجٌ تلجأ إليه الأمم لربط ماضيها بواقعها المعاصر الذي تعيشه، حتى يحصل التواصل بين الماضي والمستقبل، والمملكة العربية السعودية، ومن خلال مهرجان التراث والثقافة (الجنادرية)، الذي يوشك أن يسجِّل ثلاثة عقود من العمل المتواصل، تحقِّق معادلة التواصل الحضاري بين الأصالة والمعاصرة. ومهرجان التراث والثقافة (الجنادرية)، ومن خلال العمل الجيد الذي تقدمه وزارة الحرس الوطني، أصبح معلماً ثقافيا وتراثياً وفكرياً في المنطقة العربية، بل امتد إلى العالم الإسلامي، فأصبح موسماً يحتل مكانة مهمة على خارطة النشاط الثقافي والفكري والفني في الوطن العربي والعالم الإسلامي، وأصبح الكثير من المفكرين والمثقفين وحتى العارضين، يبرمجون نشاطاتهم ومشاركاتهم للإسهام في هذا المنتدى الفكري، ومنذ أكثر من ثلاثين عاماَ أصبحنا نلتقي بقامات فكرية شامخة، نستمع لآرائها عبر محاضرات معمّقة ذات أبعاد فكرية وثقافية سامية، عالية الطرح وغنيّة بالمشاركة، وقد أتاح مهرجان التراث والثقافة (الجنادرية)، ومن خلال المنبر الفكري، الاستماع إلى آراء كبار المفكرين، ليس من الوطن العربي ولا من العالم الإسلامي، بل تعدّى ذلك إلى مفكرين عالميين من الصين واليابان وأمريكا والدول الأوروبية وروسيا والهند، وهو ما أثرى المناقشات وحوّل المنابر الفكرية إلى مساجلات فكرية وثقافية عالية المستوى، وأتاح للمثقفين السعوديين، بل حتى للمواطنين الآخرين، الالتقاء والحوار مع مجموعة كبيرة من المفكرين والأدباء والمثقفين العالميين والعرب والمسلمين، ففي كل عام يلتقي في مهرجان التراث والثقافة (الجنادرية) ويشارك كمحاضرين أو مدعوِّين، المئات من هؤلاء المفكرين الذين يشكِّلون النُّخب المتميّزة في بلدانهم، وهو ما يسهم في تحريك مساحات النقاش ويفعِّل الحراك الثقافي في المملكة، من خلال دوائر النقاش التي يجريها المثقفون السعوديون مع نظرائهم الذين يزورون المملكة للمشاركة في هذا المهرجان، الذي أصبح قِبلة لكلِّ المثقفين العرب والمسلمين.

أما من الناحية التراثية والفنية، فقد أسهم المهرجان في إحياء العديد من المهن والحرف التي كادت تندثر وتختفي من الذاكرة، فجاء المهرجان ليذكِّر الناشئة ويعيد إحياءها في ذاكرة المواطن، إضافة إلى تكوين مكتبة فنية ثرية لـ(الأوبريتات) الوطنية، حيث يتحفنا المهرجان كلَّ عام بـ(أوبريت) يشعل الحماس في أفئدة وجوانح أبناء الوطن، وكل هذا مطلوب لتتكامل صور الانتماء والفخر بوطن يستحق منا أن لا ينضب الولاء له.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب