Wednesday 19/02/2014 Issue 15119 الاربعاء 19 ربيع الثاني 1435 العدد
19-02-2014

تكريم الشباط والبواردي تكريمٌ للكلمة

يستحق كلٌ من سعد البواردي وعبدالله الشباط تكريم الوطن في مهرجان التراث والثقافة، فهما رائدان من رواد التنوير والإصلاح في هذا الوطن الغالي منذ أن امتشقا قلميهما قبل عقود بعيدة وبدآ يناضلان بالكلمة من أجل مجتمع أفضل ووطن أرقى.

يقف الرجلان اليوم على عتبة التسعين، ولم يتوقفا يوماً عن التبشير بالرسالة التي آمنا بها عندما قررا المشاركة في الإصلاح والبناء من خلال الصحافة والأدب. كتبا القصة والشعر والنقد الأدبي والمقال الاجتماعي، وأثريا المكتبة المحلية والعربية بالعديد من الكتب والإصدارات.

لقد بدأ الرجلان رحلتهما الطويلة في ميدان الكلمة منذ شبابهما المبكر في ظروف صعبة للغاية بسبب ملابسات المرحلة آنذاك، فلم يكن المجتمع مهيأ لاستيعاب حماس الشابين اللذين أرادا التغيير إلى الأفضل من خلال الكلمة، ولم تكن الإمكانات المادية والتقنية متوافرة لاستيعاب طموحاتهما في التأسيس لصحافة وطنية تمارس دورها في توعية المجتمع.

وعلى الرغم من ذلك خاضا التجربة، فقد أصدر الأستاذ سعد البواردي مجلة الإشعاع في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية في عام 1375هـ وهي المجلة التي لم تستمر طويلاً فتوقفت بعد العدد الثالث والعشرين ليس برغبة من البواردي وإنما تم إيقافها بسبب الجرأة في الطرح في زمنٍ لم يكن من الممكن قبول وهضم الأفكار التنويرية والإصلاحية التي كان يقدمها البواردي في مجلته. وقد مرَّ بعد ذلك بظروف صعبة بسبب ما حدث ولكنه انطلق مرة أخرى ليمارس دوره من خلال الكلمة الوطنية المخلصة وأعماله الثقافية.

أما الأستاذ عبدالله الشباط فقد أصدر مجلة الخليج العربي في الأحساء، وهي المجلة التي تحولت فيما بعد إلى جريدة تصدر بنفس الاسم من الدمام. ومثلما واجهت مجلة الإشعاع من الصعوبات، واجهت شقيقتيها جريدة الخليج العربي صعوبات جمة بسبب إصرار عبدالله الشباط على معالجة الأخطاء وتسليط الضوء على معوقات التنمية فاضطر إلى طباعتها خارج المنطقة الشرقية وواصل مسيرته حتى انتهت صحافة الأفراد وحلت محلها صحافة المؤسسات.

وقد ظل كلٌ من عبدالله الشباط وسعد البواردي يواصلان الكتابة والعطاء الثقافي والجهد الإصلاحي حتى اليوم وهما في هذه السن المتقدمة من خلال ما ينشرانه من مقالات في جريدة اليوم والمجلة العربية والمجلة الثقافية (جريدة الجزيرة)، وكذلك من خلال إسهاماتهما ومشاركاتهما في الندوات والأمسيات الثقافية.

حقاً إن تكريم هذين الرائدين هو مناسبة ثقافية سعيدة، وهو تكريم لكل المؤمنين برسالة الكلمة ودورها في الإصلاح والبناء ونشر الوعي. أدعو الله يطيل في عمرهما ويسبغ عليهما الصحة والعافية.

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب