Friday 21/02/2014 Issue 15121 الجمعة 21 ربيع الثاني 1435 العدد
21-02-2014

متعب قلبه المملكة.. فكره الجنادرية

ثلاثة عقود لمهرجان بدأ فتيا ويتابع بقوة حضوره على خارطة المهرجانات العالمية الأخرى، كان لرجل الحوار لخادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز منذ أن كان ولياً للعهد فضل متابعته والحرص على نجاحه واستقبال ضيوفه على اختلاف مشاربهم وأوطانهم والاحتفاء بهم بما يليق بهذه الأرض المضيافة.

المهرجان الوطني للثقافة والتراث (الجنادرية) هو ما أود هنا الحديث عنه وهو الذي بدأ فتيا واليوم يوشك أن يكمل عقوده الثلاثة، هو اللقاء السنوي مع التراث والثقافة والقادمين من أنحاء العالم يشاركون في الندوات، أو يصدحون في الأمسيات الشعرية، او يتناقشون وينشرون عبركتبهم أو مقالاتهم انطباعاتهم أو اقتراحاتهم التي طرحوها في الإيوان الثقافي وهو المكان الذي خصص للضيوف بمقر إقامتهم للاجتماع كل مساء إما لطرح قضية ما أو كما حدث في الليلة الأخيرة تقديم الاقتراحات لمدير اللجنة الثقافية بالمهرجان أ. حسن الخليل والتي ناقشتها مع عدد من ضيوف البرنامج اليومي» الثقافة اليوم، الذي حرصت من خلاله القناة الثقافية على استضافة ضيوف المهرجان يوميا منذ انطلاقته، وكان من أبرز تلك الاقتراحات إطلاق جائزة من مهرجان الجنادرية، والتواصل مع الجامعات للاستفادة من الأسماء المشاركة في المهرجان عبر حضورها في الجامعات بشكل مكثف لضمان حضورعدد أكبر من طلاب الجامعة، ومقترحات أخرى اختلف عليها المشاركون.

الأمة التي لا ماضي لها لا مستقبل ولا هوية، فكيف لها أن تندمج مع الحضارات الاخرى وهي خواء!؟ وإن لم تتأصل التربية الوطنية والانتماء لتراث الوطن فلن نحصل على أجيال تنطلق من ثراء ماضيها لبناء مستقبل ثري، والجنادرية فيها من الفعاليات المهمة التي يحضر فيها الماضي ويتجلى.

ينظر العالم لمهرجان الجنادرية كحدث سنوي وتجمع فكري وعلمي تميز جدوله الثقافي هذا العام وناقش قضايا العصر، كما كرم من هم أهل للتكريم من المؤرخين والمفكرين السعوديين، ولعل لقاء الحضور بوزير الحرس الوطني صاحب السمو الملكي متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز ليعكس اتباعه نهج والدنا خادم الحرمين في الحرص على لقاء ضيوف المهرجان ونقاشهم ومحاورتهم والاستماع الى ما تيسر من القصائد أو المداخلات التي تثري المهرجان.

خاطب وزير الحرس في كلمته مشاعر الحضور ومايس أحاسيسهم حين قال أدعوكم إلى قلبي المملكة العربية السعودية، وإلى فكري الجنادرية، وإلى مشاعري الحرس الوطني، فتمثل للحاضرين هذه الحميمية وصدق المشاعر وترحيب اهل الدار بهم.

يحتفي مهرجان الجنادرية بالتراث الذي يحضر من خلال قرى المملكة المختلفة التي تحضر بألوانها التراثية وفلكلورها ومنتوجاتها في قرية الجنادرية التي قصدها في اليوم الأول مئة ألف زائر، كما يحتفي بالأدب والثقافة من خلال التكريم السنوي لشخصيات أثرت كثيراً في المشهد الثقافي.

يتحول المهرجان الى ذاكرة تبقى نابضة بما كان وبما شهده من فعاليات وندوات ومحاضرات توثقها إصدارات تطبع وتوزع عقب المهرجان، أو مواد صحفية تتناقلها الصحف أو رسائل وبرامج تلفزيونية، وهنا أوجه سؤالي إلى إدارة المهرجان إن كانت اعتنت بدعوة وسائل الإعلام العالمية لأن لدى المملكة من خلال النشاطات المختلفة ما يمكن أن تقدمه للعالم.

العلامة عبدالهادي التازي صاحب السنوات الثلاثة وتسعين عاما حضر المهرجان وأبدع في الحديث عن عبدالله الإنسان، وعبدالله الفكر والمحاور وعن صديقه الأديب عبدالعزيز التويجري، الذي ارتبط اسمه بالمهرجان وضيوفه- رحمه الله-، سباق الهجن، العرضة السعودية هي فنون أسعدت الجمهور سواء الذي أمام الحدث بحضوره أو بمشاركته؛ أو ذاك التي تابعها عبر التلفاز، وكأن الجنادرية عرس الصغير والكبير وفرحة الانتماء والمكان.

تمر السنون وتعبر الرياض قوافل من الزوار، وتعود بهم السنوات ليواكبوا المناسبة ويقارنوا، ويلوحوا أحيانا لمن وارى التراب أجسادهم من قامات مرت من هنا.. شفيق الحوت، أنيس منصور، الطيب صالح ووو..

إلى لحظة كتابة هذا المقال وقرى الجنادرية التراثية تفتح أبوابها لزوار التاريخ، تظللهم الغيمات وتعانقهم النحلات، ويعبق النوار في فضاء المكان، فاذهبوا صافحوا التراث وشاركوا فرحة الوطن.

من أول البحر

مثل تلك المرافئ قلبي

يهدهده الشوق فلا يستريح من الحب

ولا يغتسل من الليل

أو يستقيل من السفر الطويل

لقلبي ذراعان يمدهما للسماء

وكلما أضناه الشوق

تحولت السنابل أرغفة للفقراء

والغيمات حبراً لقصائد شاردة

من قبضة الصبر

والنوارس طعما للموجات الهاربة من المرافئ

mysoonabubaker@yahoo.com

Mayabubaker@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب