Wednesday 26/02/2014 Issue 15126 الاربعاء 26 ربيع الثاني 1435 العدد
26-02-2014

رئيس الدواليب!!

في الصحيفة الكوميدية الأمريكية بلوم كونتي «Bloom County» تظهر شخصية بينكلي «Binkley»، وهو يمتلك «دولاب ملابس مخيف» في غرفة نومه؛ ومن هنا تراوده مخاوفه أثناء منامه، سيناريو الخوف في حياته مصدره دولاب!!

تجد الخوف نفسه قصة تروى في المسلسل الهزلي أوبس (Opus) بسبب «دولاب ملابس». خوف الأطفال من «الدواليب» رسخته أفلام السينما. هذا الهاجس المرعب من الشبح المختبئ داخل «دولاب» كان سبباً في حصول الفيلم الأمريكي «شركة المرعبين المحدودة» على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم صور متحركة عام 2001م.

لكن في هذا العالم الواسع رجلاً واحداً لا أكثر لا يخاف من «الدواليب» بل يشعر بأنها مصدر «الأمان» وهو يختبئ بينها!!

هل عرفتم من هذا الرجل الذي يفضل الجلوس في غرف ملابس الملاعب؟؟!!

عبدالرحمن بن مساعد في مباراة ديربي الهلال والنصر الجمعة الماضية كان مثل من يذهب إلى مصر ولا يشاهد الأهرامات، أو من يزور باريس ولا يرتشف قهوة في شارع الشانزليزيه. لا أحد غير رئيس الهلال في العالم يذهب إلى ملعب ولا يشاهد المباراة من المدرجات!!

رئيس الهلال لا يخاف من «الدواليب»؛ لذلك شاهد المباراة بجوارها، لكنه كان يخشى أن يكون بين الجماهير ويخسر فريقه!!

هذه الروح الانهزامية لا تصنع فريقاً «بطلاً». القائد الشجاع هو من يكون أمام فريقه في الملعب، يزرع فيهم الحماس من المدرجات وهو يلوح لهم بثقة الانتصار.

قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه «الأسد الغالب»، كيف تصرع الأبطال وكيف تغلبهم؟ ما تنزل في معركة إلا وقتلتَ من أمامك:

فقال: «إذا لقيته كنتُ أُقدّر أني أقتله، ويُقدّر هو أني قاتله فأجتمعُ أنا ونفسه عليه فنهزمه».

من يرد أن ينتصر فليكن «شجاعاً»، الخوف بوابة الهزيمة!!

لا يبقى إلا أن أقول:

اليوم يلعب الهلال مباراته الأولى في دوري أبطال آسيا. اللاعبون يحتاجون إلى أن يشاهدوا رئيسهم في «المنصة»؛ حتى يشعروا بالثقة. نصف الفوز «شجاعة».. اخرج من غرفة الملابس!!

يا رئيس الهلال هل تعرف «أنثرينس بمبينللا»!!

إن كنت لا تعرفها فعليك أن تتعرف عليها؛ لأنك سوف تجدها يوماً ما في غرفة ملابس اللاعبين!!

حشرة صغيرة يطلق عليها «خنفساء الملابس» اسمها العلمي «أنثرينس بمبينللا»، تغتذى يرقاتها بالمواد العضوية، وخصوصاً الصوف والريش، وتتكاثر بين الملابس.

لا عليك، لا تخشى «أنثرينس بمبينللا»؛ لن «تقرصك»؛ فهي تريد «الملابس» فقط، لكن هل تسمح لي أن أسأل:

هل أنت رئيس الهلال؟؟!! أم رئيس الدواليب؟؟!!

** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت - كما أنت - جميل بروحك. وشكراً لك.

i.bakri@live.com

مبتعث دراسات عليا بالإدارة الرياضية - أمريكا - تويتر @ibrahim_bakri

مقالات أخرى للكاتب