Saturday 01/03/2014 Issue 15129 السبت 29 ربيع الثاني 1435 العدد
01-03-2014

خمسون عاماً من الانتظار..!

قبل أيام كنت أبحث عن مادة جيدة للكتابة عن الخطوط السعودية بمناسبة مرور خمسين عاماً على انطلاقتها، كنت أقول لنفسي، يا يوسف اكتب هذه المرة بشكل متفائل عن الناقل الوطني، واذكر عشرتك الطويلة معه منذ الطفولة حينما كانت الرحلة، مجرد الرحلة، وصعود الطائرة، للسفر من الرياض إلى القصيم، متعة لا تضاهيها متعة في العالم، اكتب عن وجباتها اللذيذة، التي تمنح رحلة الطفولة مزاجاً عالياً من الاستمتاع.. اكتب عن هذه الخطوط العريقة، قبل أن تجرّب الخطوط الأخرى المنافسة، وتكتشف أن العالم أكثر اتساعاً وتطوراً، وأن المتعة لا حدود لها في الرحلات الجوية!.

قبل أن أشرع في الكتابة، لأحتفل بالخطوط السعودية، وإكمالها عامها الخمسين، تلقيت رسالة من أحد القراء في منطقة القصيم، وكان حانقاً عليَّ من جهة، وعلى الخطوط السعودية من جهة أخرى.. ففي زعمه أنني لم أكتب عن مشاكل الناقل الوطني، وعن ندرة الرحلات وصعوبة الحجز عليها، ألا قبل مدة طويلة، تصل أحياناً شهر وأكثر.

ولعل الذي أدهشني قوله إنه لا توجد رحلات مباشرة من القصيم إلى الطائف، ومن القصيم إلى أبها، بل يجب على الراكب أن يقضي ما يقارب أربع ساعات، وربما أكثر، في رحلة ترانزيت، تمر عبر الرياض أو جدة، كي يصل إلى هذه الوجهات، وهو الوقت الذي يحتاج إليه كي يصل إلى أوروبا.

ولم يتوقف عند ذلك، بل قال لي بأنه يمكن له أن يسافر، ومن مطار القصيم، إلى إسطنبول أو دبي مباشرة، وذلك على الخطوط التركية أو طيران دبي، وكأننا نمعن تماماً، وبتأكيد من السعودية، في أن نلغي فكرة السياحة الداخلية، فلا تسافروا إلى الطائف أو أبها، لأنها أبعد عليكم من إسطنبول ودبي، هكذا هي النتيجة النهائية.

يقول لي هذا القارئ في رسالته، وفي جانب إنساني منها، أنه حينما يرغب والده أو والدته، في أداء العمرة، يصعب عليه العثور على حجز إلى جدة، فلو كانت هناك رحلات مساندة إلى الطائف، لأمكن الحجز عليها، والسفر إلى مكة عن طريق السيل، وهذا جانب آخر ربما لم يتنبّه له المسؤولون في الخطوط السعودية.

وربما يدرك مصمموا وجهات السفر الداخلي في الخطوط أن أهم وجهات السفر، والتي يتوفر فيها كثافة سكانية هي منطقة القصيم، ومنطقة جازان، فهاتان المنطقتان تزخران بأعلى الأرقام، وبالتالي تسيير رحلات مباشرة منها إلى كافة مدن المملكة هو أمر مهم على المستوى التسويقي والربحي، خاصة حينما يتعلق الأمر بتوفير الفرص والخيارات المتعددة للمعتمرين، فهل تعيد الخطوط النظر في رحلاتها المباشرة بين المدن؟.

كنت أتهيأ للكتابة الاحتفالية بإكمال الخطوط السعودية عامها الخمسين في الخدمة، لأتمكن لها ألا تقاعد مبكراً، وإذا بي أكتب في اتجاه آخر، وإن كان النقد أحياناً، والأفكار التطويرية، هي أكثر جدوى من الاحتفال ذاته، فكم نتمنى أن يصبح الناقل الوطني هو وجهتنا الأولى، وخيارنا الأول، قبل الخطوط التجارية الأخرى المتوفرة، أو التي قد تعمل قريباً في سمائنا.

مقالات أخرى للكاتب