Monday 03/03/2014 Issue 15131 الأثنين 02 جمادى الأول 1435 العدد

الترشيد أهم الحلول البيئية .. مدير مركز التعاون الياباني للبترول:

ارتفاع معدلات الاستهلاك في دول الخليج يُهدِّد إمدادات الطاقة إلى العالم

الظهران - حسن العمري:

أكَّد مدير مركز التعاون الياباني للبترول أن ارتفاع معدلات استهلاك الطاقة محليًّا في دول الخليج يُهدِّد إمدادات الطاقة للعالم وإلى اليابان بالتحديد بصفتها دولة تفتقر إلى الموارد الطبيعيَّة، مشددًا على ضرورة إيجاد خطة إستراتيجية خليجية متكاملة لمواجهة تحدِّيات البيئة والمياه التي تواجهها دول المجلس.

وذكر مورهيرو يوشيدا في مؤتمر صحفي يسبق الندوة البيئية الخليجيَّة اليابانية المشتركة الثانية والعشرين، التي تستضيفها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن اليوم الاثنين أن برامج حماية البيئة في المنطقة لا بُدَّ أن تنطلق من أهداف اقتصاديَّة واجتماعيَّة.

وقال: إن ندوة البيئة الخليجيَّة اليابانية التي تَمَّ عقدها على مدى 22 عامًا قامت بدور كبير في تعزيز الاستدامة البيئية في الخليج، وساهمت في دعم الوعي البيئي في دول الخليج، مشيرًا إلى أنها الندوة الخامسة التي تعقد في المملكة.

وبيَّن أن الندوة تهدف إلى تغيير المفاهيم نحو العديد من القضايا البيئية، وتشكّل قضيتا المياه وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون محاور رئيسة في الندوة.

وأضاف: إن مركز التعاون الياباني للبترول مؤسسة غير ربحية يهدف من خلال الندوة إلى تعزيز العلاقة مع المملكة والخليج والمساهمة في تطوير بيئة مستدامة في هذه الدول لأن ذلك يعود بالنّفع على اليابان.

وأشار يوشيدا إلى أهمية منطقة الخليج لليابان باعتبارها من أهم مصادر الطاقة، وأضاف أن المملكة تحظى بأهمية خاصة لأن اليابان تحصل على 30 في المئة من احتياجاتها النفطية من المملكة.

وأوضح أن العامل الأهم في تحقيق استدامة بيئية هو ترشيد استهلاك الطاقة، لافتًا إلى أن ارتفاع معدلات استهلاك الطاقة محليًّا في دول الخليج يُهدِّد إمدادات الطاقة للعالم وإلى اليابان بالتحديد بصفتها دولة تفتقر إلى الموارد الطبيعيَّة.

وقال: إن افتقار اليابان التي تعتبر أكبر ثالث اقتصاد في العالم للموارد الطبيعيَّة شجعها خلال تاريخها الطويل على تطوير تقنيات ترشيد استهلاك الطاقة كما أن ارتفاع أسعار النفط عزّز لدينا هذه التوجُّه بشكل خدم القضايا البيئية.

وتابع «رشدنا استهلاك الطاقة فحافظنا على البيئة، وطوّرنا طيلة تاريخ طويل تقنيات عديدة ومتطورة لإيجاد بيئة مستدامة».

وأوضح أن إهمال بعض الدول الصناعيَّة الناشئة مثل الصين والهند لقضايا البيئة وضعهما في موقف حرج.

وأكَّد على أهمية ارتباط البحوث البيئية بالبحوث الصناعيَّة والاستفادة من تطوير تقنيات صناعيَّة في تطوير تقنيات بيئية، مشيرًا إلى إمكانية إنهاء الصراع بين الصناعة والبيئة ووضعهما في خندق واحد.

وقال: إن مجالات التعاون في البحوث البيئية والصناعيَّة بين المملكة واليابان مُتعدِّدة الأوجه، فإضافة إلى برامجنا البحثية مع جامعة الملك فهد هناك تعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في تقنيات احتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون.

ومن جانب آخر تقوم اليابان بمشروعات في تحلية المياه في بعض دول الخليج مثل الإمارات وعمان. والبحوث البيئية مرتبطة بالبحوث الصناعيَّة واستفدنا من تطوير تقنيات صناعيَّة في تطوير تقنيات بيئية وجعلنا من البيئة والصناعة أصدقاء، فبحوث الحفازات في الصناعة البتروكيماوية مهمة للبيئة.

من جانبه أوضح الدكتور سهل بن نشأت عبد الجواد أن محاضرات الندوة ستغطي العديد من القضايا البيئية الملحة، مشيرًا إلى مشاركة أكثر من 200 من المهتمين بالقضايا البيئية من مختلف القطاعات.

وأكَّد أن نتائج الندوة ستلمس المجتمع مباشرة لأنّها موجهة للبيئة، مشيرًا إلى أن اللجنة المنظمة صممت موقعًا إلكترونيًا يعرض الأوراق العلميَّة التي تعرض في الندوة بإمكان الجميع الاستفادة منها.

كما أكَّد على أهمية الندوة لدول الخليج باعتبارها دولاً منتجة للنفط، الذي يشكل المصدر الأساسي للاقتصاديات، وأوضح أن الندوة تدعم ترشيد الطاقة والمحافظة على الثروات والبيئة للأجيال القادمة.

كما أن اليابان مستفيدة من هذه الندوة لاعتمادها على دول الخليج في سد احتياجاتها النفطية وأي تأثير سلبي على الخليج سيؤثِّر على اليابان.

وأوضح أن اليابان رائدة في تطوير تقنيات ترشيد الطاقة والمحافظة على البيئة، كما أن الترشيد أصبح ثقافة راسخة لدى اليابانيين، وهي ثقافة نفتقدها في مجتمعاتنا الخليجيَّة ونحرص من خلال هذه الندوة على ترسيخه لأننا حسب الاحصائيات سنتسهلك إنتاجنا النفطي كاملاً في غضون سنوات إذا استمرت الزيادة في الاستهلاك بمعدلاتها الحالية.

وأشار إلى أن لدى جامعة الملك فهد تاريخًا طويلاً من التعاون مع مركز البترول الياباني على مدى 25 سنة نتج عنها أول تقنية لتحويل الزيت الثقيل إلى خفيف وبدأ التطبيق الصناعي والإنتاج التجاري لهذه التقنية، كما أن هناك اكتشافًا وتطويرًا للعديد من الحفازات.

وبيَّن أن الجامعة تضم مركزًا للبيئة والمياه كما أنها أنشأت مركزًا لتطوير تقنيات احتجاز وتخزين الكربون.

موضوعات أخرى