Sunday 09/03/2014 Issue 15137 الأحد 08 جمادى الأول 1435 العدد
09-03-2014

أمسكي الثور من قرنيه يا تربية

الطريقة الوحيدة وشبه المضمونة لتسيطر على (ثور) ضخم هائج وجامح هو أو أن تحاول إمساكه بقرنيه، إن أيّ محاولة للسيطرة على الثور عن طريق إمساك أي جزء آخر من جسمة قد تفشل، بل وقد تكلف الشيء الكثير.

ومع التأكيد على الفارق الكبير، أرى أن حالنا وحال تعليمنا كحال المصارع الذي يقف أمام ثور مخيف من الصعب ترويضه أوالتمكن منه.

التعليم هو في الواقع كيان وجسم بالغ التعقيد ليس من السهل التعامل معه، ولتعرف ذلك يكفي أن تطلع على القوائم والمطالب الطويلة التي تم تقديمها لصاحب السمو الملكي خالد الفيصل بمجرد أن تم تعيينه وزيراً للتربية، إن مجرد النظر في تلك القوائم يصيبك بالصداع والقلق والخوف على مستقبل تعليمنا.

أريد أن أطمئن الجميع أننا إذا سيطرنا على عامل (المعلم) -لا أقول المعلم- ووظفناه تعليمياً كما ينبغي، فسنكون حققنا أكثر من 75% من أهدافنا وطموحاتنا التعليمية. دعونا الآن نتفرغ للمعلم ونترك مؤقتاً المنغصات التعليمية الأخرى مثل مشكلة المباني المستأجرة ونقص التجهيزات المكتبية ونقص الموظفين، فتأثيرها جميعاً يتوارى أمام أثر المعلم.

لقد ذكرت جمعية الإشراف والمناهج الأمريكية أن أثر المعلم على تعلم الطالب يساوي عشرين ضعفاً أثر أيّ عامل آخر يأتي بعده مباشرة، لذا فإن المنطق والعقل يقتضي أن نوجه مصادرنا المحدودة نحو استثمار عامل المعلم.

أستاذ التربية بجامعة الملك سعود

مقالات أخرى للكاتب