Sunday 16/03/2014 Issue 15144 الأحد 15 جمادى الأول 1435 العدد
16-03-2014

عن موت العلاقات أحدثكم

فاصلة:

«لما عفوت فلم أحقد على أحد .. أرحت نفسي من هم العداوات»

الإمام الشافعي

أتأمل كثيرًا في العلاقات الإنسانيَّة، كيف تبدأ وكيف تبقى على نفس تألقها وكيف تمرض وكيف تموت؟

وأكثر ما يجعلني استغرب أن نُقرِّر إنهاء أيّ علاقة في حياتنا لتجريمنا الشخص الآخر بسلوك لم يعجبنا.

لنفترض أن فلانًا من الناس أخطأ في سلوك ما ونحن اعتقدنا أنّه يمس كرامتنا هل يحق لنا تجريمه؟ هل نبدأ في عقابه؟

الفكرة التي استغربها هي من أين أتينا بمفهوم أحقيتنا في محاسبة الآخرين حتَّى وإن ارتكبوا ذنوبًا؟

الله وحده يملك محاسبة الناس ولذلك فإنَّ من الجهل أن يحاسبك الآخرون على أيّ سلوك خاطئ.

والأكثر جهلاً أن يعتقدوا بالفعل أن عقابهم يمكن أن يؤثِّر في حياتك وأنك بذلك تعيدهم إلى طريق الصواب.

هم بذلك يفعلون شيئًا ينقلب عكسيًّا بالسوء في حياتهم عاجلاً ام آجلاً.

علميًّا فإنَّ هناك قانونًا في الكون يشرحه المثل العربي المشهور «كما تدين تدان». ودينيًّا فإنَّ ما يفعله الإنسان ضد الآخر وتحديدًا إن كان مسلمًا تراكم في الذنوب التي يحاسب عليها الله في الدنيا والآخرة.

فكرة الحكم على سلوكيات الآخرين تأتي من ارتفاع معدل الأنا لدى الشخص وبالتالي انخفاض وعيه وتنصيب نفسه حكمًا من دون أحقية. وإلا ما أنت في هذا الكون حتَّى تنصب نفسك حكمًا على الآخرين وأنت بشر مثلهم تصيب وتخطيء والله طوبى لمن انشغل بنفسه عن عيوب الآخرين وزلاتهم وفطن إلى قدرة الله في ابتلائه بمواقف ضعف يَرَى نفسه فيها تمامًا في موقف الذين حكم عليهم بل وأوغر الصدور عليهم لأجل أن يَرَى نفسه في زاوية مثالية منزه عن الخطأ وسبحانه وحده المنزّه.

nahedsb@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب