Monday 17/03/2014 Issue 15145 الأثنين 16 جمادى الأول 1435 العدد
17-03-2014

لماذا ارتفعت قيم التداولات «فجأة»؟

في الأسابيع القليلة الماضية، لاحظ المتداولون في سوق الأسهم السعودية ارتفاعاً مفاجئاً في قيم التداولات اليومية من مستويات كانت لا تتعدى 5 مليارات ريال في اليوم الواحد إلى مستويات لا تقل عن 10 مليارات ريال في اليوم الواحد، وهو ما يدل على تضاعف قيم التداولات خلال فترة زمنية قصيرة جداً.

بينما كان الجميع يتساءل أسباب هذه الارتفاعات المفاجئة؟ و هل كانت نتيجة لعوامل داخلية أم لعوامل خارجية؟ و عن مدلولات هذه الارتفاعات إن كانت إيجابية أم سلبية؟

فبالنسبة للعوامل الداخلية، فبالتأكيد أن هناك علاقة بين إعلان وزارة المالية عن نيتها طرح أسهم البنك الاهلي التجاري للاكتتاب العام و بين الارتفاع المفاجئ لقيم التداولات على اعتبار أن الاكتتاب سيقدم قيمة مضافة لسوق الأسهم السعودية من حيث المكاسب المتوقع تحقيقها من قبل المكتتبين و من حيث الزيادة المتوقعة للقيمة السوقية الإجمالية و للأرباح المجمعة للسوق و الانخفاض المتوقع لمستويات التقييم. أيضاً هناك علاقة أخرى بين المخاوف من تعرض العقارات في المملكة لتصحيحات سعرية (في ظل قناعة الكثيرين بتضخم الأسعار) و بين الارتفاع المفاجئ لقيم التداولات على اعتبار توجه بعض رؤوس الأموال إلى سوق الأسهم بحثاً عن فرص جديدة لتحقيق المكاسب.

و بالنسبة للعوامل الخارجية، فمنذ بداية 2014م حدثت تحولات جوهرية في عدد من الأسواق المالية الناشئة حول العالم، بداية من أزمة العملات لبعض الدول الناشئة مثل الأرجنتين و تركيا و جنوب أفريقيا و مروراً بالأزمة الأوكرانية ثم مرورا بالمخاوف من ضعف نمو الاقتصاد الصيني و أخيرا المخاوف من تصحيح بعض أسواق الأسهم الخليجية التي شهدت مؤخرا ارتفاعات خيالية، كل هذه التحولات وجهت السيولة تجاه مناطق جغرافية ناشئة أكثر استقراراً و هذا ما أكدته التقارير التي تنشرها كبريات المؤسسات المالية العالمية استناداً للقاعدة الاستثمارية المعروفة «رأس المال جبان»، و يبدو لي أن لسوق الأسهم السعودية نصيب من هذه السيولة في ظل الجاذبية التي يتمتع بها على بقية الأسواق الناشئة حتى الآن.

بغض النظر عن أسباب الارتفاع المفاجئ لقيم التداولات و عن مصدرها، فالواضح لنا حتى الآن أن هناك ضخ حقيقي لسيولة جديدة دعمت عمليات شراء الأسهم بشكل متواصل و ما يؤكد ذلك أن المؤشر كان يسجل مستويات عليا جديدة مع تسجيل مستويات عليا جديدة أيضاً في قيم التداولات اليومية وهذا بالتأكيد إيجابي. هنا يجب الانتباه إلى نقطة مهمة تتمثل في أن السيولة الجديدة تركزت بعد اختراق حاجز 9,000 نقطة مما يعطي إشارات أولية إلى أن هذا الحاجز سيكون دعماً قوياً في وجه أي عمليات جني أرباح قد يتعرض لها السوق مستقبلاً، بينما تكمن السلبية «فقط» في حال كسر 9,000 هبوطاً مع قيم تداولات يومية تفوق 12 مليار ريال في اليوم الواحد.

twitter@mfalomran

مقالات أخرى للكاتب