Tuesday 18/03/2014 Issue 15146 الثلاثاء 17 جمادى الأول 1435 العدد
18-03-2014

الصينيون .. ومخالفة البروتوكول في زيارة ولي العهد

هل نسمي الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لجمهورية الصين، هل نسميها زيارة مهمة؟ لا أعتقد أن هذه التسمية كافية لمعرفة حجمها وأثرها المستقبلي على العلاقات السعودية الصينية.

سبق هذه الزيارة ثلاث زيارات مهمة لكل من الباكستان واليابان والهند، لكن زيارة سمو ولي العهد للصين تكتسب أهمية كبرى، ويكفي برهاناً على كبر أهميتها وأثرها المستقبلي على العلاقات الثنائية استقبال فخامة الرئيس الصيني لسمو الأمير سلمان وهو بهذا يكسر البروتوكول المعروف لدى الصين، حيث أن الرئيس لا يستقبل إلا الرؤساء والملوك، ولكن لأهمية الشخصية أولاً وأهمية المباحثات ثانياً كُسر هذا البروتوكول الصيني العريق.

سلمان بن عبد العزيز لا شك شخصية مميزة سواء في جانبها الاجتماعي أو جانبها السياسي، فهو كما قيل عنه في الصين أنه صديقنا منذ القدم، الذين يعرفون ولي العهد يعرفون فيه الدهاء الذي اكتسبه لا شك من سيد الدهاة الملك عبد العزيز - رحمه الله - ويعرفون فيه الحكمة وتقدير الأمور حق قدرها، كما يعرفون عنه تقدير الرجال وتقدير المواقف، ولست هنا في مقام المثني على سموه، ولكنها ضرورة لأبين أن الصينيين يدركون قيمة ضيفهم ويدركون أن زيارة سموه لدولتهم سترسخ أو تباعد العلاقات، لذا سعوا إلى أن تكون زيارة مرسخة لعلاقات مهمة بين قطبين مهمين في هذا العالم المضطرب.

المملكة العربية السعودية لها ثقلها السياسي والاقتصادي المؤثر في العلاقات الدولية، بل إن أي توجه في علاقاتها الإستراتيجية يقلب الموازين ويؤثر في الأسواق العالمية، والأحداث السابقة شاهد على ما أقول، فتاريخ المملكة حافل بالمواقف التي هزت وغيرت سياسات كان ينظر إليها نظرة الثبات والقوة وعدم الرضوخ، لكن مع مواقف المملكة الصارمة في بعض القضايا لا ثوابت ولا قوة يمكن أن تصمد.

إن زيارة في حجم الزائر سلمان بن عبد العزيز ودولة في حجم الصين ومصالح اقتصادية مؤثرة في حجم مشاريع المملكة العربية السعودية لا شك أنها تحت مراقبة القوى العظمى التي لا يسرها أن تنجح مثل هذا الزيارة التاريخية، لكن كل المعطيات تؤكد أن هذا الزيارة لسمو ولي العهد حققت قفزة كبيرة في العلاقات السعودية الصينية.

الصين دولة عظمى تنمو بسرعة تخيف الدول المشابهة لها، ولذا فإن نمو علاقتها مع المملكة له أهمية كبرى سواء للصين نفسها أو لنا في المملكة، فالمصالح المشتركة بين البلدين تحتاج إلى الكثير من التباحث والكثير من الثقة وأن تُدار هذه الملفات الحساسة والخطيرة من قبل رجال في مستوى سلمان بن عبد العزيز.

زيارة تاريخية في وقت تاريخي وحساس، نجح سلمان بن عبد العزيز أن تكون في صالح بلاده على كافة المستويات السياسية منها والاقتصادية.

almajd858@hotmail.com

تويتر: @almajed118

مقالات أخرى للكاتب