Wednesday 19/03/2014 Issue 15147 الاربعاء 18 جمادى الأول 1435 العدد
19-03-2014

كتاب الأسياد

يقول الجار والزميل يوسف المحيميد في قراءته لمشهد النشر أثناء معرض الكتاب:

- في معرض الرياض الدولي للكتاب، أصاب بدهشة وأنا أقرأ أخبار كاتب شاب أو كاتبة شابة، يدفع كتابه للنشر، بل ويعلن عنه في المواقع، وبكل ثقة يقوم بحفلة توقيع له، وهو كتابه الأول، وكلنا ندرك ما يعتري الكاتب من خوف وقلق عند نشر الكتاب الأول، خاصة وهو ينتظر ردود أفعال القراء، فما الذي تغيّر؟ كثير من هذه الكتب، كانت عبارة عن تغريدات في تويتر، أو خواطر في الفيس بوك، قام أصحابها بجمعها، بعدما أشاد بها بعض الأصحاب، أو المعلّقون، فقرَّر هؤلاء بجمعها دون أن يرف لهم جفن، وطباعتها لدى دور نشر تبحث عن مثل هذه الكتب الخفيفة، التي تشبه الساندويتش، تنتهي منها في ظرف دقائق، ولا يتبقى منها شيء، ولا تحتفظ الذاكرة بأي شيء منها، إلى درجة أن أصبحت بعض دور النشر تطبع سنوياً مئات الكتب، لتضيع الكتب الثمينة القليلة في هذا الركام الساندويتشي!

ومع احترامي لوجهه نظر يوسف، إلاّ أنني أستغربها من كاتبٍ كان بالأمس القريب يبحث عن بقعة تحت ضوء النشر، ويستهجن كل من يقلِّل من شأن محاولاته الأدبية الأولى المتعثرة، حتى ولو جاء هذا التقليل من ناقدٍ لا يُشقُّ له غبار.

من هنا، أتمنى عليه ألاّ ينظر بدونية لهذا الفضاء الجديد الذي أتاح لبروز جيل مختلف، يملك أدوات تعبير مختلفة، وآليات نشر مختلفة، بل على العكس.

يجب أن يضعه في مكانه الصحيح، كامتداد طبيعي للأجيال التي سبقته. وإذا كان يعتبر هذا الجيل ساندويتشياً، فإن هذا الوصف ليس تهمةً، فالسندويتش اليوم، هو سيد الموقف.

مقالات أخرى للكاتب