Thursday 20/03/2014 Issue 15148 الخميس 19 جمادى الأول 1435 العدد
20-03-2014

من الكعبة وإليها خالد الفيصل بين دمعة الوداع وابتسامة اللقاء

كثيرة هي الكتب لدى الواحد منها يشتريها أحياناً وآونة أخرى تأتيك إهداء، وتبقى المشكلة بالوقت كيف تسافر عيناك بين مرافيها.

هذا الكتاب ((من الكعبة وإليها)) للأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة السابق حال وصوله إلي أبقيته على مكتبي، وكلما تهيأ لي وقت قرأته.. وأحياناً لاندماجي معه أؤجل ما لدي من أرواق واستغرق فيها.

ولم لا ؟ أليس عن مكة أغلى البقاع وأليس مؤلفه خالد الفيصل الذي شبه مكة بالشمس وجدة والطائف قمراها ومحافظاتها ومراكزها نجومها.

في سبع سنوات نسج خطوات التنمية بخيوط محبته لها وإشعاعات أنوارها بقلبه!.

مقدمة الكتاب قصيدة حب امتزجت فيها دموع الوداع لأبها، وابتسامة لقاء مكة.. لقد صوّر فيها لحظات الوداع وساعات اللقاء تصويراً بديعاً مؤثراً شجياً كما رسم ساعة اللقاء لأقدس البقاع.

ثم الكتاب تناول قصة التنمية بمنطقة مكة المكرمة عبر هذا السؤال المهم الذي طرحه سموه على نفسه بعد جولته على أكبر مدنها حال تعيينه أميراً لها:

ماذا رأيت وماذا أريد أن أرى؟.

لقد اختصر فيه مشوار بداية ونهاية مشوار التنمية.. في أغلى البقاع، فكان التخطيط والدعم من القيادة حتى حقق سموه آمال الملك عبدالله موضحاً حفظه الله لأمير مكة عند تشريفه بهذا العمل قائلاً : ((إن مكة مهمة له شخصياً وللمسلمين)) ووعده بالدعم وقد فعل.

لن أتطرق إلى فصول هذا الكتاب التي روت قصة بناء الإنسان وتنمية المكان فقد روتها حروف الكتاب وقبلها رواها المكان وشاهدها الإنسان!.

ولعل أهم وأعظم مشروع هو ((مشروع خادم الحرمين لإعمار مكة المكرمة)) بعد مشروع خادم الحرمين لتوسعة الحرم والمطاف الذي أشرف عليه الأمير خالد، وجعله الهدف الأساس وفعلاً وضع له الخطط وتمت الاعتمادات ولم يدع المنطقة إلا وبدأت معالم المشروع تظهر، ولعل من توفيق الله أن خلفه سمو الأمير مشعل بن عبدالله الذي قال بأول تصريح : (( سوف نسير على ما خطط له الأمير خالد وسنكمل ما بدأه ونضيف عليه ))، ويا له من تصريح جميل من أمير خلف تولي إمارة خير البقاع.

ما قدمه الأمير خالد الفيصل خلال سبع سنوات أميراً لمنطقة مكة بدءاً من وضع الخطط حتى بدأ التنفيذ منها ما تحقق ومنها ما ينتظر.. هذا المنجز يحق لسمو الأمير خالد الفيصل أن يفخر به وقد استحق أن يوثق بهذا السفر الجليل.

الكتاب فيه ((وفاء)) بهي، بدء الوفاء لقائد مسيرة التنمية الملك عبدالله وللراحلين الأمير سلطان والأمير نايف رحمهما الله وصولاً للوفاء لأبناء مكة وزملائه الذين وقفوا خلفه وهو يتولى تنفيذ مشروع : بناء الإنسان وتنمية المكان.

أشير إلى: رمزية العنوان ((من الكعبة وإليها))!.

إن له دلالتين: الأولى يرمز إلى أن الأمير خالد ولد في مكة وأول ما رأت عيناه نورها ثم هو عاش بها طفلاً وعاد إليها أميراً مسؤولاً عن نمائها وأمنها وأبنائها.

والثانية : أنه وضع أول هدف في خطة تطوير منطقة مكة: إن التطوير يبدأ منها وينتهي إليها.

وبعد :

من يريد ويستمتع بقراءة قصة النجاح في بناء الإنسان وتنمية المكان بمكة المكرمة فليقرأ هذا الكتاب ؛ رواية على الورق كما شاهدها رؤية على الطبيعة.

** آخر الجداول

من قصيدة (( مكة )) للأمير خالد الفيصل - أمير منطقة مكة المكرمة السابق - وقد كانت - فعلاً - أول نور رآه، وهي أغلى منصب ارتقاه:

((أنا أول نور في عيني سناها

وأول شربة من حلو ماها

ولو شطّت بي الأيام عنها

يظلّلني من الكعبة كرامة

أحبّ أم القرى حبي لنفسي

وأول صوت في سمعي نداها

وأول ما وطِت رجلي ثراها

ترى أوّل ما دخل صدري هواها

وروحي تقْطع بزمزم ظماها

وأعشق أرضها وأهوى سماها ))

Hamad.a.alkadi@gmail.com

فاكس: 4565576 **** تويتر @halkadi

مقالات أخرى للكاتب