Friday 21/03/2014 Issue 15149 الجمعة 20 جمادى الأول 1435 العدد
21-03-2014

الأسبوع الميت!!

يُطلق لفظ (الأوقات الميتة) على الساعة الأخيرة التي تسبق خروج الموظفين من أعمالهم، كما يُطلق مصطلح الأيام الميتة على ما يسبق الإجازات الرسمية وأحياناً ما يتبعها!

والأسبوع الفارط هو أبلغ مثال على الأسبوع الميت! حيث تبعته إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، فقبلها رتّب الناس حجوزاتهم وسافروا منذ نهاية دوام الأسبوع الماضي باعتبار أنه في حكم الميت، فلا التزام بحضور الطلبة لمدارسهم، ولا جدية بالتدريس من لدن المعلمين، كما لا حزم من قبل إدارات المدارس، وأزعم ألا قراء لمقالي بحكم أن (الناس في إجازة)!!

ولطالما تحدثت وغيري عن كثرة الإجازات المتتابعة، فلا يكاد يمر شهران إلا وتحل إجازة، وليست المشكلة بالإجازة بحد ذاتها، بل في الأيام الميتة التي تسبقها والتي تتبعها ناهيك عمَّا يتخللها!!

وعوداً على مسألة الإجازات المدرسية التي ترافقها إجازات فوضوية للموظفين دون استحقاق لها؛ فإن عجلة التنمية تكاد تتوقف، فتحجز معاملات المواطنين في أدراج الموظفين الذين تحايلوا على مدرائهم وسافروا مع أبنائهم، أو جعلوها فسحة داخلية أو نومة واسترخاء غير آبهين بحقوق الناس! عدا عن أطباء تركوا مرضاهم وتهاونوا بمواعيدهم، وبعض المرضى قدِم من مكان بعيد وتجشَّم عناء السفر!!

ولا شك أنه في الإجازات تُصاب البضائع بالكساد، وترخص الأسعار، ويخف الازدحام في الشوارع، ويقضي الملتزمون بدوامهم أسبوعين من الراحة، حيث يصلون لمقار أعمالهم بانسيابية وهدوء! ولكنهم بالمقابل يتحمَّلون تبعات تخلي زملائهم عن أعمالهم فتُضاف لهم أعباء أخرى!

في الأيام الميتة يقل النشاط عند الناس عموماً بفعل العدوى وأحياناً بالغيرة من المسافرين الذين تهيأت لهم الظروف المادية والوظيفية؛ مما يستوجب إعادة النظر في أمر الإجازات المتعدِّدة ودمج بعضها وتقليل الفترة الزمنية لها حتى لا تصبح داعية للكسل بدلاً من هدف استعادة الحيوية، برغم أن العمل نشاط وما سواه خمول، كما ينبغي الحد من غياب الموظفين المبرر عادة بمصاحبة أبنائهم بالسفر، وضرورة توزيع الإجازات الاعتيادية بين الموظفين بالتساوي لاسيما في الوضع الحالي الذي سمحت به وزارة الخدمة المدنية بإمكانية تقسيم الإجازة إلى ثلاث مرات بالسنة بما مجموعه ستة وثلاثين يوماً (الإجازة الاعتيادية) وتوزيع المسؤوليات بينهم بالتساوي وبعدالة تامة بحيث لا تتوقف الأعمال أو يعتريها الشلل.

جعل الله أيام وطني نابضة بالحياة، وحياة مواطنيه خافقة بالحيوية والنشاط.

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب