Friday 21/03/2014 Issue 15149 الجمعة 20 جمادى الأول 1435 العدد
21-03-2014

لِماذا نَتفاعلْ بعدَ وقوع الحَدثْ؟

تختلف درجة ردود فعل الإنسان على الحدث وبعد وقوع الحدث، غالبية الناس تتفاعل مع الحدث بعد وقوعه فتهرع لسيل من الأسئلة فتأتي من كل صوب وحدب. للموضوع محاور كثيرة لكنني سوف اكتب محوراً يتعلّق بالإنسان نفسه.

هناك صور كثيرة للتفاعل بعد وقوع الحدث، اذكر منها على سبيل المثال يتفاجأ الإنسان أن هناك ثلاثة أو أربعة شرايين في قلبه شبه مقفلة والتي سببها التخثرات الدموية التي تترسب بجدار الشريان وتؤدي إلى انسداده بسبب تناول الأغذية الدسمة على مدى طويل من الزمن ومن ثم تحول ذلك إلى الكوليسترول. هل حدث ذلك بيوم وليلة؟ بالتأكيد لا، حدث على مر الزمن، إذاً موضوع انسداد الشرايين جاء بسبب غياب الفحص الدوري، والفحص الدوري جزء من حياتنا وبالتالي فهو ليس مرضاً مفاجئاً ورد فعلنا في غير مكانه. الإنسان يفحص سيارة ويصلحها بسرعة لكنه يهمل نفسه.

صورة أخرى، حريق حدث بسبب الالتماسات الكهربائية أو بالتحميل الزائد للأفياش، لماذا يكون رد الفعل كبيراً؟ ألسنا السبب في حدوث الحريق؟ أين ثقافة استخدام الأجهزة الكهربائية ؟ وما هو دور شركة الكهرباء؟ لماذا لا تقوم بتكوين فريق عمل للدخول للمنازل وتثقيف المواطنين بالطرق السليمة في استخدام الأجهزة والتحميل الزائد وما في حكمهما؟.

صورة ثالثة، نحن الآن في فصل الشتاء وأمطار الخير والحمد لله عمّت كل المناطق، لكنّ هناك شريحة صغيرة من المجتمع تخاطر بنفسها ومن معها حين تدخل الأودية ومجاري السيول والشعاب بسياراتهم، والنتيجة حجز أنفسهم داخل سياراتهم، أليس من المؤلم حين يحدث هذا كل سنة رغم توجيهات الدفاع المدني؟ لماذا يكون رد الفعل بعد الحدث؟ لماذا لا يكون قبل الحدث؟.

صورة أخيرة: المسافر جواً، هناك خطوط طيران كثيرة تحدد وزن الحقيبة وعدد الحقائب، لكن في الإجمال الوزن 20 أو 23 كيلو لكل حقيبة، ولعدد حقيبتين للدرجة السياحية كذلك حدد وزن حقيبة اليد. لماذا يكون رد فعلنا قوياً حين يطلب منا أن ندفع رسوم وزن زائد؟ ألسنا نعلم ذلك؟.

هناك صور كثيرة في مجتمعنا بهذا السياق لكن الغالبية تعشق ردود الفعل القوية.

أتساءل: لماذا نتفاعل بعد وقوع الحدث ونحن لدينا القدرة والدراية على تفادي الحدث؟. التعاطف مع الآخرين رغم معرفتهم بالنتيجة المتوقعة تقدير يريحهم، فإن أكثر ما يزعج الإنسان هو إحساسه بأن الآخرين لا يقدرون مشاعره بعد وقوع الحدث وينهالون عليه بالأسئلة التي تحز في النفس وتنكد الخاطر.

أخيراً ألوم الإنسان المُتعلّم الإنسان المُثقف الإنسان الواعي على الخوض غمار التجربة المعروف نتيجتها مسبقاً والمعروف رد الفعل.

إن جهود وزارة الصحة في التوعية من الأمراض وضرورة الفحص المبكر جهود كبيرة ومميزة، كذلك جهود الدفاع المدني المميزة في فصل الشتاء جهود جبارة وذات كفاءة كبيرة. على الإنسان أنْ يُغلق كل الأبواب التي تؤدي إلى الحدث المتوقع الحدث المقلق للصحة والراحة النفسية ويتحاشى كل الطرق المؤدية لذلك حمانا الله . لماذا نتجاهل ذلك ويكابر البعض ويغض البصر؟. التقيد بمبادئ السلامة أسهل طريق لتفادي وقوع الحوادث بإذن الله، أما الإهمال فهو طريق سريع لوقوع الحوادث.

جميل وجميل جداً أن نجدول في حياتنا كل ما يصب في مصلحتنا الصحية والاجتماعية وهكذا، وننفذ ما نجدوله في مواعيدها، فالخطر لا ينتظر بل يحدث حال وجود السبب، وما أكثر الأسباب التي نتجاهلها في حياتنا.

sureothman@hotmail.com

www.o-abaalkhail.com

مقالات أخرى للكاتب