Sunday 23/03/2014 Issue 15151 الأحد 22 جمادى الأول 1435 العدد
23-03-2014

وماذا بعد..؟؟

** استطاع المرجفون من ذوي الأغراض غير الشريفة أن يحدثوا حالة من الارتباك العجيب في التعاطي والتعامل الهلالي مع مسابقة دوري أبطال آسيا، وذلك من خلال التركيز على إيهام الإداري والمدرب واللاعب والمشجع الهلالي بأن هذه المسابقة باتت تشكل معضلة هلالية، والهلاليون من جانبهم ابتلعوا الطعم هنيئا مريئاً، فأصبحوا يتعاملون معها على هذا الأساس مما رسخها في الأذهان، وبالتالي انعكاسها على نظرتهم وعلى تعاطيهم وعلى أدائهم للمباريات، حتى أمام بعض الفرق الضعيفة؟!!.

** هنا لن أتحدث عن ضعف الخطوط الخلفية والحراسة، ولا عن التفريط في النتائج المتاحة، ولا عن إهدار الفرص المحققة للتسجيل كعوامل باتت واضحة للعيان، على اعتبار أنها قد أُشبعت طرحاً ونقاشاً من لدن الجميع بمن فيهم بعض الذين لا يعرفون من (الكورة) إلاّ اسمها.. وذلك ليقيني بأن معظم هذه العيوب التي يصب بعضها في قناة بعض، ما هي إلاّ نتاج طبيعي لعيب واحد كبير، هو ما ذكرته في مستهل هذا الموضوع، ولن أتنازل عن قناعتي حوله؟!.

** ذلك أن اللاعب الهلالي حين يهبط إلى أرض الملعب مؤخراً لأداء مباراة ما آسيوياً.. لا يهبط إلى الملعب لأداء مباراة تندرج ضمن إطار المتعارف عليه.. وإنما يهبط إلى أرض الملعب مثقلاً بجملة من المهمات المتعددة والمنهكة الخارجة عن حدود طاقاته وواجباته، وعن جوهر المهمة التنافسية المُطالب بتحقيقها حسب الأعراف والنواميس الكروية؟!.

** ولأنه - أي اللاعب الهلالي - قد وضِع بقصد البعض، و بدون قصد البعض الآخر في هذا الموقف متعدد المهمات، بين الرغبة في تحقيق المبتغى الأساسي من المباراة، وبين هاجس مسح الصورة الانطباعية التراكمية الممهورة بخاتم الاخفاق المتلازم، تلك الصورة التي يراد لها أن تترسخ أكثر وأكثر كمادة يلوكها (بني خيبان)، وبين التفكير في ما سيقال ويتردد على الألسن في حال الخسارة، وهنا تكمن المشكلة، فكل واحدة من هذه المهمات تحتاج إلى عمل خاص بها في معزل عن المهمات الأخرى.. وهذا ما يجعل اللاعب مشتت الذهن، فاقد التركيز، قليل الحيل والحيلة؟!.

** هذا لا يعني أنني ألتمس الأعذار ومبررات الإخفاقات، بقدر ما أنا ألقي باللوم والمسؤولية في ذلك على عاتق من يعنيهم أمر تهيئة اللاعبين، كونهم تجاهلوا أو أغفلوا إخراجهم من دوامة تعدد المهمات.. إذ كان عليهم تخليص اللاعبين من عقدة الشعور بالمسؤولية عن إخفاقات السنوات القلائل الماضية، وأنهم غير مسؤولين عن أخطاء وإخفاقات من سبقوهم.. كما أنه كان عليهم إقناع اللاعبين بحقيقة أن (الزعيم) هو سيد آسيا وزعيم القرن فيها بستة ألقاب كرقم قياسي لم يبلغه سواه، وأنه هو من علّم البقية كيفية تحقيق الألقاب الآسيوية بكافة مسمياتها، وأن أي منجز هلالي جديد على الصعيد الآسيوي إنما هو مجرد إضافة، وأن بعض الأطياف الأخرى التي تحاول بشيء من الفهلوة (البليدة)، أن تفصل بين الإرث الهلالي الآسيوي الفريد، وبين الحاضر الهزيل للكرة السعودية بوجه عام، إنما هو على سبيل التشويش من قِبل تلك الأطياف، والبحث عن موطئ قدم في مقدمة الركب الآسيوي، عطفاً على الفتات الذي حققته قياساً بما حققه الزعيم، مع أن ما حققته آسيوياً لا يعدو كونه ثمرة لسياسة (الزحلقة) التي كانت سائدة في تلك الحقبة، والتي من أشهر عبقرياتها فضلاً عن الزحلقة، معجزة اختراع (المربع الذهبي) العجيبة؟!!.

** والأهم من هذا كله: هو السعي لفرض حالة من اليأس لدى اللاعب الهلالي، والتسليم باستحالة تحقيق المزيد من المنجزات كيلا تزداد الفوارق اتساعاً.. وهنا يأتي دور الحكماء، فهل بقي في البيت الهلالي حكماء؟؟.

عَمَ يدافعون؟!

استبشرنا خيراً بالتحولات الهيكلية والنظامية التي اعتُمدت مؤخراً لإدارة الشؤون الكروية لدينا، وبالتالي إخراجها من رتابتها البدائية التي لم تعد صالحة لإدارة منظومة تعنى بالشريحة الأعرض في المجتمع، والحاجة إلى إحلال النظم والهيكلة الحديثة المُتّبعة في كافة أصقاع الدنيا مكانها، في سبيل تعويض ما أتلفته البدائية والعشوائية، والنهوض بما تبقى من إرث مشرف ليكون لبنة في بناء منظومة حديثة، مرتكزة في توجهاتها على أسس علمية وخبراتية، مستفيدة من تجارب الآخرين الذين سبقونا في هذا المضمار.. أو حتى الذين كانوا خلفنا ثم تجاوزونا بمراحل؟!.

** هنا لست بصدد الحديث عما تم إنجازه أو العكس من لدن اتحاد اللعبة الحديث.. ولكنني أتحدث عن التعاطي الإعلامي مع إفرازات بيان الجمعية العمومية الأخير تجاه اتحاد الكرة المُنتخب.

** ذلك أنه من خلال متابعتي لما يدور في هذا الشأن سواء عبر البرامج التلفازية، أو الصحف الورقية، إنما يبرهن على أننا ما نزال نعيش أجواء حقبة (الشور شورك، والقول قولك)، وأننا بحاجة إلى وقت أطول كي نستطيع التعايش مع الأجواء التنظيمية الصحيحة الخالية من آفة فرض الوصايات؟!!.

** فالذي نعلمه أن الجمعية العمومية مارست حقها ولم تتجاوز صلاحياتها.. غير أن (الطابور الإعلامي) المكلّف بالدفاع عن أشخاص من يعنيهم الأمر في اتحاد الكرة، وليس عن المصلحة العامة كما يزعمون.. قد حوّلوا المسألة إلى تجاذبات وجدالات بيزنطية الغرض منها إفشال المهمة الأساسية والنظامية والتنظيمية، بل السلطوية للجمعية.. والتي لو تقاعست عن ممارسة حقها القانوني المشروع كما يطالب ويتمنى هؤلاء، مما قد يؤدي (لا قدر الله) إلى فشل الاتحاد.. فإن الطابور ذاته سيكون أول من سيظهر مجيراً ذلك الفشل للجمعية كونها لم تمارس حقها الشرعي، وأنها تركت (الدرعا ترعى) وبالتالي فإنها المسؤولة؟!!.

** المضحك حد الحزن.. أن الطابور إياه عزا قيام الجمعية العمومية بواجبها على أنه مؤامرة يقف خلفها ناديان بعد أن فقدا المميزات التي كانا يحصلان عليها، ولا نعلم حقيقة ما هي تلك المميزات، (ومتى وأين وكيف) حصلا عليها، إلاّ إذا كانوا يقصدون تسهيلات لجنة الاحتراف والانضباط خلال السنوات الماضية وإلى الآن، فهنا نحن أمام أمرين.. الأول: إما أن الألوان قد تشابهت عليهم، أو أنهم في غيبوبة.. الثاني: أن السعي لتحقيق المصالح الخاصة يبيح تعاطي رذيلة الكذب بكل أريحية (عياذا بالله)، هذا عدا أنهم بهذا المنطق، وبهذه الحجة إنما يدعمون الظنون المتداولة من أن أنديتهم تحظى برعاية خاصة، وأنهم يقبضون ثمن مواقفهم وانحيازهم الترشيحي والدفاعي هذا، لذلك هم يستميتون في الدفاع عن تلك المصالح والرعاية الخاصة؟!!.

** خلاصة القول: أن الناجح والفاشل ليسا بحاجة إلى من يدافع وينافح عنهما.. فالناجح يدافع عنه نجاحه.. والفاشل يدينه فشله حتى لو اصطفّت الطوابير خلفه لتلميعه والدفاع عنه.

** مع صادق الأمنيات بالتوفيق لكل من يعمل بكل أمانة وإخلاص للصالح العام.

مقالات أخرى للكاتب