Monday 24/03/2014 Issue 15152 الأثنين 23 جمادى الأول 1435 العدد
24-03-2014

إخوان الخليج .. من صدام إلى حسن البنا!

عندما أخطأ صدام حسين طريقه إلى إسرائيل، والتي كان ينوي حرق نصفها!، وغزا دولة الكويت في عام 1990، وقف الشرفاء، في كل مكان، ضد هذا الاحتلال الغاشم من دولة عربية، لدولة عربية أخرى، ولا أظنني بحاجة لتذكيركم بأن تلك الحركة الحمقاء كانت هي الشرارة الأولى لبداية انهيار العلاقات العربية - العربية، كما أنها فتحت الباب على مصراعيه لتأسيس عصر جديد، زالت خلاله كل المحظورات، ولم يعد هناك شيئا مستنكرا في عالم السياسة العربية، وكان أبرز من وقف مساندا لصدام حسين هو التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ولئن كانت رموز التنظيم الكبيرة خارج دول الخليج العربي أعلنت موقفها صريحا، وواضحا من احتلال الكويت، وذلك بوقوفها مع صدام، ومساندته، فإن تنظيم الإخوان في الخليج كان موقفه رماديا، في أحسن الأحوال.

لا زلنا نتذكر كيف أن تنظيم الإخوان - فرع السعودية - وقف وقفة صارمة ضد استدعاء القوات الصديقة لتحرير الكويت، ولئن كان موقفهم قد غلف بغلاف ديني حينها، أي عدم جواز الإستعانة بقوات أجنبية، حسب زعمهم، إلا أنهم في الواقع استخدموا التقية، وحسب، فالحقيقة هي أنهم تابع « مبايع « لمرشد التنظيم الدولي، وبالتالي فإن موقفهم المناؤي لتحرير الكويت كان جزءا من موقف المرشد، والذي بايعوه على المنشط، والمكره، والكل يعلم أن عضو التنظيم لا يملك من أمره شيئا، وما عليه إلا السمع، والطاعة، حتى ولو كان ما يؤمر به مخالف للدين ذاته، وهذه بدهية يعرفها كل من يقرأ أدبيات التنظيم .

يعتبر تنظيم الإخوان المسلمين الكويتي أكبر، واهم فروع التنظيم خارج مصر، ومن يتابع نشاط أعضاء التنظيم في الشقيقة الكويت، منذ اندلاع التثوير العربي، يلحظ أن ولاءهم للمرشد العام في المقطم، تماما كما أعضاء التنظيم في كل الدول الخليجية، والغريب أنهم ينشطون، منذ ثورة مصر الثانية، في يونيو الماضي، ضد كل ما هو خليجي، بل ويسعون لإثارة البلبلة، والقلاقل في دول الخليج، وذلك نكاية بدول الخليج التي وقفت مع خيار الشعب المصري في تقرير مصيره، والمؤلم أنهم بفعلهم هذا يساندون من لم يرد الخير لبلدهم الكويت يوما، وأعني هنا تنظيم الإخوان المسلمين ، وفي ذات الوقت، يقفون موقفا عدائيا مشينا من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وهي الدول التي بذلت الغالي، والنفيس حتى عادت بلدهم الكويت حرة، وواسطة لعقد اللؤلؤ الخليجي، ولكن عزاؤنا هو أنهم لا يمثلون شعب الكويت، تماما كما أن الإخوانيون في دول الخليج الأخرى لا يمثلون شعوب دولهم، والإخوان، الآن، في مفترق طرق، فإما العودة إلى طريق الرشد، أو مواجهة دولهم، وشعوبها هذه المرة!!.

ahmad.alfarraj@hotmail.com

تويتر @alfarraj2

مقالات أخرى للكاتب