Tuesday 01/04/2014 Issue 15160 الثلاثاء 01 جمادى الآخرة 1435 العدد
01-04-2014

دعاة السواليف

قال لي:

- كنت في مناسبة اجتماعية، وإن لم تعد هناك مناسبات اجتماعية، فالكل يأتي ليغادر، لا لكي يبقى ويتواصل!

ولأنني أعرفه، وأعرف أنه يقفز من موضوع لموضوع، فلقد بادرته:

- دعنا من رأيك في المناسبات الاجتماعية. ماذا كنت ستقول؟!

- صحيح. كنت سأقول إنني أثناء هذا الاجتماع، كان هناك شاب يحاول أن يفرض على الآخرين أن يستمعوا للمقطع الذي اختاره لهم. وكان يبدو من حماسه، أنه مؤمن مسبقاً وبشكل قطعي بكل ما ورد فيه، من توجيهات شرعية.

- لمن كان المقطع؟!

- لواحد من إياهم! لمن تتوقّع أن يكون؟! لواحد من أولئك الذين يميكجون أصواتهم بالبكاء، حين يتحدثون عن الفقر، وهم يتمغطون تحت أسقف بيوت لا تقل مساحاتها عن 5000 متر مربع!!

- ركّز يا آدمي! ماذا كان صاحب المقطع الصوتي يقول؟!

- كان يتحدث راكضاً في كل الاتجاهات، عن أهمية الاستغفار، مستدلاً بأحاديث وقصص لأول مرة أسمعها، محاولاً أن يقنع الآخرين بما يريد أن يقول!

- وما المشكلة؟!

- المشكلة أنهم لا يستشهدون بالقرآن. يستشهدون بأنفسهم وبقصصهم وبالأحاديث الخلافية المصدر، ناسين أن الكلمة الحق جاءت بالقرآن، حين حدد جلّ وعلا صفات العباد، بقوله تعالى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ}. هؤلاء يهربون من القرآن، ويلجأون للسواليف غير النبوية، لكي يسيطروا على المتلقين المبتعدين عن القرآن والملتصقين بالخرافات الشخصية التي تحقق لهم خرافاتهم!!

مقالات أخرى للكاتب