Saturday 05/04/2014 Issue 15164 السبت 05 جمادى الآخرة 1435 العدد
05-04-2014

هيبة الوطن

نتغافل كثيراً عن السبل التي هي أكثر نفعا وتحقيقا للطموحات التي تسهم في تقدم المجتمع ورقيه، وترفع من مستواه وتقضي كليا على كل عوامل التخلف إن وجدت؟

انه باختصار التعاون المشترك في مختلف مجالات الحياة، ومن أبرزها وأكثرها فعالية التعاون على البر والتقوى وإغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج والتمسك بالفضائل والقيم والمكارم.

نعم، انه حري بنا جميعا أن ندرك سوء أوضاع المجتمعات العربية من حولنا، وما تمر به من نزاعات وصلت إلى حد الاقتتال وفقدان الأمن والاستقرار، إن هذه الأوضاع الملتهبة تدعونا بل وتحتم علينا أن نجعل من وحدتنا عاملا مهما للقضاء على التفرق، لأن وحدة الصف تسهم في تجميع إمكاناتنا الطبيعية والاقتصادية والبشرية التي تمثل منطلقا لنأخذ مكاننا الذي نستحقه، عندها لن يكون للتشتت دور في إعاقة قوتنا.

إن أبرز عوامل القوة والتفوق في ميادين الحياة لا تخرج عن التعاون الصادق والتناصح المخلص والتآزر المجدي، ومحاربة كل ما هو متنافٍ مع عقيدتنا وأعرافنا المستمدة من شريعة الباري - عز وجل -، هذه القيم إذا طبقها المجتمع بصورة حقيقية فإنه سيضمن لنفسه حاضرا سعيدا وللأجيال القادمة مستقبلا مشرقا محصنا نفسه رافضا الهيمنة الفكرية والانبهار الحضاري، ولن تؤثر فيه الصراعات التي تعصف بالعالم قريبا أو بعيدا، لأن تأثره يعني السير في الطريق الذي يؤدي إلى الانحدار المخيف الذي لا نريده أبدا لأنه عامل من عوامل الهدم لآمال المجتمع، وعائق أمام طموحات شباب الوطن الذين يتوجب عليهم أن يأخذوا العلم من مصدره ومن أهله، وليس عيبا أن يكون لنا موقف موحد من قضايا أمتنا على ألا يتعارض على الإطلاق مع ما تصدره الدولة من تعليمات، هدفها حفظ الأرواح وحفظ هيبة الوطن ومكانته.

وليعلم الجميع أن للدولة هيبة لا يجوز ولا يمكن التهاون بها، إنها دعوة صادقة للمجتمع أن يحافظ على المكانة التي أرادها الله لهذه البلاد وهذه الأمة، وأن نحارب كل ما هو دخيل على أخلاقنا وثقافتنا والله المستعان.

مقالات أخرى للكاتب