Saturday 05/04/2014 Issue 15164 السبت 05 جمادى الآخرة 1435 العدد
05-04-2014

جامعاتنا الجديدة.. واستنساخ التجارب الناجحة

إنشاء ثلاث جامعات في كل من حفر الباطن وبيشة وشمال جدة هو خبر مفرح جداً، لأن الجامعات هي مراكز الإشعاع والتنوير في المجتمع من خلال ما تقدمه من بحوث ودراسات وما تضخه من مخرجات طلابية مؤهلة إلى سوق العمل.

ولكي يكون لهذه الجامعات الجديدة، ولغيرها من الجامعات السعودية القائمة دورٌ إيجابي في تقدم البلد، لابد أن تكون تخصصاتها ومناهجها وبحوثها على تناغم مع الاحتياجات التنموية للبلد، وإلا فإنها ستكون عبئاً على التنمية.

ويمكن أن تركز الجامعات الجديدة على احتياجات المجتمع المحلي، سواء في مجال البحوث والدراسات أو احتياجات سوق العمل. ولو تحقق ذلك فسوف تكون هذه الجامعات في موقع الصدارة في قيادة عجلة التنمية في مجتمعاتها المحلية التي هي جزء من مجتمعنا السعودي الكبير.

ومعروف أن الجامعات الجديدة إنشئت على فروع قائمة لجامعات أخرى. فقد جرى تحويل فرعي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الدمام في حفر الباطن والمحافظات المجاورة إلى جامعة مستقلة باسم جامعة حفر الباطن، وتحويل فرع جامعة الملك خالد في محافظة بيشة والمحافظات المجاورة إلى جامعة مستقلة باسم جامعة بيشة، وتحويل فرع جامعة الملك عبدالعزيز بشمال جدة إلى جامعة مستقلة باسم جامعة جدة.

وأعتقد أن قرار تحويل هذه الفروع إلى جامعات مستقلة كان قراراً حكيماً لكي تتمكن من ممارسة دورها بأكبر قدر من المرونة، ولكي تقترب أكثر من ذي قبل إلى احتياجات المجتمعات المحلية. لكن مجرد تحويلها من فروع إلى جامعات مستقلة لن يضيف شيئاً جديداً ما لم تراجع هذه الجامعات الأدوار التي ينبغي أن تقوم بها كجامعات جديدة من أجل تنمية مجتمعاتها المحلية.

لا شك أن التعليم العالي ضرورة تنموية، لكن لكي تتحقق الفوائد المرجوة يجب أن لا يكون الهدف هو فقط استيعاب خريجي المدارس الثانوية والقضاء على مشكلة القبول دون توفير التخصصات التي تخدم التنمية والتي لا يتحول خريجوها إلى عاطلين بعد التخرج لأن تخصصاتهم ليست مطلوبة في سوق العمل أو لأن أسلوب التدريس والممارسات الأكاديمية في الجامعات ليست كما ينبغي.

نحن نعلم، على سبيل المثال، أن بلادنا بحاجة ماسة إلى الأطباء والى المهن الصحية المختلفة، فلماذا لا زالت جامعاتنا تخرج أعداداً تقل بكثير عن الاحتياج في الوقت الذي نستقدم أطباء قد لا يكونون أحياناً بالمستويات المطلوبة؟

أخيراً، لدينا التجربة الرائدة وهي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن حيث يلقى خريجوها قبولاً واسعاً في سوق العمل ولا يعانون من مشكلة البطالة. فلماذا نخترع العجلة من جديد ولا نستنسخ تجاربنا الناجحة، وفي طليعتها تجربة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن؟

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب