Monday 07/04/2014 Issue 15166 الأثنين 07 جمادى الآخرة 1435 العدد
07-04-2014

استنساخ جائزة الفوزان لعمارة المساجد

للتنافس طعم جميل وللفوز مذاق أجمل، والأروع من هذا وذاك العروس التي يتنافس المتنافسون للفوز بها والتكحل برؤيتها، وليس أجمل من جائزة تكون عمارة المساجد مجالها ومحور التنافس عليها، وملتقى المتميزين لنيلها.

جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد التي تم إعلان الفائزين بالدورة الأولى منها قبيل أيام نموذج فريد للجوائز التي تقف باسقة بين مثيلاتها من المسابقات؛ لعظم متعلقها، ولتميزها في الفكرة والهدف والثواب المرجو من ورائها، وترجمة لما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- لخدمة بيوت الله في جميع مناطق السعودية.

ولطالما كانت المملكة دعما لكل ما فيه خدمة الإسلام في كل أرجاء العالم، ولا شك في أن المساجد الحديثة صورة للحضارة الإسلامية التي تشييد في تاريخ المملكة الحديث، وهذه الجائزة جاءت لتواصل رسالة المملكة في رعاية كل ما يتعلق بالإسلام والمسلمين، وينتظر أن تتضمن الدورة الثانية مساحة جغرافية أوسع وفقا لما يراه مجلس الأمناء خلال الفترة المقبلة.

الحفل جاء ليترجم عملاً متواصلاً منذ ثلاث سنوات لإنشاء الجائزة وفق ما صرح به عبدالله بن عبداللطيف الفوزان عضو اللجنة التنفيذية للجائزة، وتم اتباع معايير عالية في هذه الجائزة لضمان وصولها إلى المستوى الذي يتطلع إليه مجلس أمناء الجائزة، وشهدت السنوات الماضية ورش عمل وزيارات مستمرة لضمان انتشارها.

الشكر والتقدير وإظهار قيمة تلك الجائزة الفريدة، جاء على لسان أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز الذي شكر رئيس مجلس أمناء جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، وكذلك مؤسس الجائزة عبداللطيف الفوزان وعائلته، على دعوتهم للمشاركة في تكريم الفائزين بالجائزة، وخدمتهم لبيوت الله سبحانه وتعالى من خلال هذه الجائزة، التي اهتمت بعمارتها، وذلك أثناء رعاية الأمير مؤخراً لحفل إعلان الفائزين بالدورة الأولى لجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد، في الوقت الذي أكد فيه رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود أن المساجد لها قيمة كبيرة في حياتنا، ونؤكد أننا في هذا العصر الجديد يجب أن نذكر بذلك الجزء المهم من حياتنا.

قيمة الجائزة تجلت في تخصيص ريع وقف قيمته 60 مليون ريال لتمويل الجائزة، وضمان استمراريتها، تبرع به صاحب الجائزة عبداللطيف الفوزان، متمنياً أن يكون للجائزة دور أكبر، وأن تكون شاملة لإعمار المساجد.

مشيراً إلى أن الدولة تدعم العمل الدعوي بأشكاله كافة، ومن هذا المنطلق ما زال المسجد عامراً؛ إذ تضم المناطق أكثر من 70 ألف مسجد، يتم خدمتها والإنفاق عليها ورعايتها.

الجائزة الفريدة لا يجب أن تمر وتختزل في حفل وتكريم وفائزين؛ بل يجب الوقوف عليها واستنساخها في مجالات عدة تخدم المواطن السعودي ومقدرات الدولة وتسلط الضوء على مجالات أخرى للتنافس وإبراز قدرات الإنسان السعودي واستنطاق مواهبه.

قيمة جائزة الفوزان لإعمار المساجد ربما تكون مقدمة لجوائز مماثلة يتقدم لها رجال متميزون كالشيخ عبداللطيف الفوزان مؤسس الجائزة وعضو مجلس الأمناء، لنقل التجربة في مجالات أخرى ببواعث مماثلة وعطاءات مشابهة، فهل من فرسان جدد يدخلون مضمار خدمة الوطن والمواطن؟

- مدير مكتب جريدة الجزيرة بالمنطقة الشرقية

مقالات أخرى للكاتب