Tuesday 08/04/2014 Issue 15167 الثلاثاء 08 جمادى الآخرة 1435 العدد
08-04-2014

العملية التربوية والتعامل مع الطلبة والطالبات

إن العمل الإداري بالمدارس ليس مجرد الجلوس على (الماصات) وإصدار الأوامر ولكنه عملية تربوية كاملة تبدأ من الإعداد لطابور الصباح والتعامل مع الطلبة أو الطالبات أثناء الطابور ومع المتأخرين بعد الطابور والمرور على الفصول وإحلال معلمين بدلاً من الغائبين ومراقبة الطلبة في الفسح وأثناء الخروج، والاستماع لشكاواهم والعمل على حل مشكلاتهم، والتأكد من تطبيق المناهج وغيرها من المهام. وهذا يكون عن طريق المديرة المهيئة تربوياً التي قد تكون تلقت علوماً تربوية وإنسانية مثل علم النفس السولكي وعلم الاجتماع وبعض مبادئ الخدمة الاجتماعية.

وتنفق دولتنا الرشيدة الملايين على العملية التعليمية في الداخل وفي الخارج، ويتم ابتعاث الآلاف كل عام في سبيل دعم الوطن بالشباب والشابات لكي ينهضوا بالوطن علمياً وثقافياً واجتماعياً، وذلك عن طريق مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم الذي يشمل المعلم والمنهج والمبنى المدرسي. وفي المدارس الخاصة بالطالبات تكون مهمة المديرة صعبة وتحتاج للحزم مع اللين والانضباط مع مراعاة ظروف الطالبات والمعلمات ومعاملتهن بصورة متحضرة، وهذا ما جعل أغلب أولياء الأمور يلحقون أبناءهم وبناتهم في هذه المدارس الخاصة.

فليس من المعقول في القرن الواحد والعشرين أن يكون عقاب الطالبات غسل أرضية المدرسة لأن هذا الأسلوب الخاطئ في العقاب يترك أثراً نفسياً على الطالبات بخلاف الأثر الجسماني.

ولو كانت هذه المديرة تلقت علوماً تربوية كما أشرنا لعرفت أن هناك مبدأ في علم الخدمة الاجتماعية وهو خدمة البيئة، بمعنى أن ما قامت به من أسلوب هو ليس عقاباً فخدمة البيئة المتمثل في فناء المدرسة أو الحي أو المسجد أو الحديقة هو في حد ذاته نشاط، ولكن بأسلوب تربوي وأسلوب جماعي من أجل تحبيب الطالبات بخدمة البيئة.

وهذا ما حدث في إحدى المدارس في الجنوب كما ورد في إحدى الصحف أن المديرة فرضت على الطالبات المتأخرات غسل أرضية المدرسة بالماء والصابون، مما أدى إلى سقوط إحدى الطالبات أثناء هذا العقاب الجماعي ورغم هذا السقوط الذي أدى إلى إصابة الطالبة لم تتخذ المديرة أي موقف إيجابي نحو إصابة الفتاة وأرسلتها إلى بيتها مع حارس المدرسة.

وكان نتيجة لهذا السقوط أن تبقى الطالبة في منزلها لمدة عشرة أيام مما جعل والدها يتقدم بشكوى لمجمع تحفيظ القرآن الكريم الثاني بأبها لأن ابنته انزلقت أثناء غسل أرضية المدرسة.

والعقاب أحياناً يتعدى المعقول كالحبس في الحمام أو الوقوف في الشمس أو التهديد بعدم حضور الاختبار فيصبح عقاباً غير تربوي ويحتاج إلى وقفة لأن هذا العقاب ليس نشاطاً مدرسياً مما يشغل وقت فراغ الطالبات والمفروض أن يعطي العقاب للطالبة جرعة تربوية بينما لم تعد تصلح هذه الأساليب لهذا العصر.

- عضو هيئة الصحفيين السعوديين

مقالات أخرى للكاتب