Wednesday 09/04/2014 Issue 15168 الاربعاء 09 جمادى الآخرة 1435 العدد
09-04-2014

متلازمة (الأصبع)!

قررت المعلمة البريطانية (آن) البالغة من العمر (90 عاماً) الانتحار، وبالفعل أنهت حياتها بعد أن ذكرت في لقاء صحفي مع (صنداي تايمز) أنها حانقة وغاضبة على الحياة العصرية وتحول الناس من حولها إلى آلات وربوتات بشرية لا روح ولا إحساس فيها!

انتحار (آن) أثار جدلاً واسعاً في بريطانيا حول علاقة المجتمع بالمسنين والمعوقين، كون المرأة شعرت بالعزلة لأن الناس من حولها منشغلون بأجهزتهم الإلكترونية، ومتابعة شاشات التلفزة لحد الجمود، وهي التي قضت حياتها دون أن تتكيف مع التكنولوجيا أو تستخدمها، باستثناء (الراديو) الذي كانت تتعرف من خلاله على مجريات الحياة!

المسألة لا تتعلق بهذه العجوز البريطانية وحدها، أعتقد أن معظم المسنين في المجتمعات البشرية اليوم يعانون من هذه المعضلة، بسبب الطفرة التكنولوجية التي يعيشها الناس، والنهم الذي يحركهم للتعامل مع التقنية، دون اكتراث لمن حولهم ممن لا يستطيعون أو لا يجيدون التعامل مع هذه الأجهزة!

من العادات -اللا إرادية- التي يمكن ملاحظتها على المجتمع السعودي مؤخراً مسألة (اللجوء إلى تحريك الهاتف الذكي أو إخراجه في اليد) عند الحديث مع الآخرين دون قصد، وكذلك استراق النظرات إلى شاشة الجهاز ولمسه بالأصبع وتحريك الصفحات، مهما كان حديث الطرف الآخر مهماً، وكأن حياتنا الحقيقة هي في هذه الأجهزة، التي نحاول الهروب إلى (عالمها الافتراضي) من الواقع الذي نعيشه!

أعتقد أن هذا الأمر قد يبدو مقبولاً بين الأقران من الأجيال الشابة التي تجيد وتتمرس في هذه التقنية، وتفهم أن تحريك شاشة الهاتف وتصفح المواقع أثناء الحديث أو الجلوس مع الآخرين جزء من (البرتوكول العصري)، ولكنها رسالة خاطئة يفهم منها عدم احترام كبار السن أثناء الجلوس معهم، أو أنه تقليل من شأن الأمر الذي يتحدثون فيه!

(متلازمة الأصبع) مع الشاشة، هو مرض أصيب به الجيل الجديد من المجتمع السعودي، ويجب التخلص منه، الأمر يستحق أكثر من حملة لتثقيف الشباب من (الجنسين) بالانتباه إلى حركاتهم عند زيارة أو مقابلة كبار السن للتخلص من هذه (المتلازمة البغيضة).

(آن) ثقافتها وقناعتها وردة فعلها قادتها (للانتحار)، فلا يجب أن نظلم (كبار السن) في مجتمعنا كذلك.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب