Monday 14/04/2014 Issue 15173 الأثنين 14 جمادى الآخرة 1435 العدد
14-04-2014

الجزيرة .. والإعلام الجديد

أحسنت جريدة «الجزيرة» صنعاً عندما وقَّعت مع إحدى الجامعات السعودية - وهي جامعة المجمعة - اتفاقية لإنشاء «كرسي صحيفة الجزيرة لدراسات الإعلام الجديد». فالإعلام الجديد، كما قال كلٌ من رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك ومدير جامعة المجمعة الدكتور خالد المقرن، هو إعلام المستقبل. بل إننا لا نبالغ إذا قلنا إن الإعلام الجديد هو إعلام الحاضر، إعلام زمننا هذا.

ومما يلفت الانتباه أن مؤسسة صحفية، هي مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر، كانت الشريك في إنشاء كرسي جامعي للإعلام الجديد، على الرغم من أن مؤسساتنا الصحفية تعتمد بشكل أساسي على إصداراتها من المطبوعات الورقية المحسوبة على «الإعلام القديم»، إن صح التعبير، أو الإعلام التقليدي بتعبير آخر.

وهنا لا بد من التأكيد أن الإعلام الجديد، بشتى أدواته، لا يزال يعتمد إلى حد كبير في مادته الإعلامية على ما ينشره ويبثه «الإعلام القديم». وفي كل الأحوال، صار هناك اعتمادٌ متبادل بين «الإعلام الجديد» و«الإعلام القديم»، وأصبحنا نقرأ ونسمع ونشاهد في وسائل الإعلام التقليدية مادة إعلامية مصدرها وسائل وأدوات الإعلام الجديد.

وقد تكون المرحلة التي نعيشها في الوقت الحاضر مرحلة انتقالية، ينكمش فيها بشكل تدريجي دور وسائل الإعلام التقليدي، ويتزايد دور وسائل الإعلام الجديد. وهذا يحدث على المستوى العالمي، وليس في بلدٍ واحد فقط. وقد كان من المحزن أن تضطر بعض الصحف والمجلات العريقة إلى التوقف عن الصدور. أقول من المحزن لأنني أنتمي إلى جيل نشأ في زمن الإعلام التقليدي، وأحب قراءة الصحف والمجلات الورقية، لكنني لست متأكداً من أن إغلاق تلك الصحف والمجلات الورقية والتحول إلى وسائل الإعلام الجديد هو في الحقيقة أمرٌ محزن أم أنه خطوة في مسيرة التقدم الظافرة التي تعبرها الإنسانية من زمن إلى زمن، ومن تقنية إلى تقنية.

لهذه الأسباب أجد أن مبادرة مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر في المشاركة بإنشاء كرسي جامعي لدراسات الإعلام الجديد لافتة للاهتمام وجيدة؛ لأنها تصب في مصلحة الوسط الإعلامي، قديمه وجديده، حين تمهد عن طريق الدراسات والأبحاث الجامعية المتخصصة لعبور الجسر الممتد من أدوات الحاضر الإعلامي إلى إعلام المستقبل.

لقد كان لـ(الجزيرة) ريادة في توفير مادتها الصحفية عن طريق موقعها على الإنترنت منذ بداية هذا التوجه عالمياً، وتطوير موقعها بشكل متسارع. وبذلك فإن هذه المبادرة تأتي في إطار المواكبة الدائمة لـ(الجزيرة) لمستجدات واشتراطات زمننا الإعلامي الجديد، وهذا استثمارٌ جيد.

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب