Tuesday 15/04/2014 Issue 15174 الثلاثاء 15 جمادى الآخرة 1435 العدد
15-04-2014

التعليم العالي و«العالم بين يديك» 3-4

كان مجرد التفكـير باجتماع جامعات العالم غربية وشرقية، محلية وعربية وأجنبية، علمية وإنسانية.. تحت سقف واحد في العاصمة الرياض يعد في نظر أكثر المتفائلين تفاؤلاً، وأعظم الطموحين طموحاً سواء من الأكاديميين أو المثقفين أو المستشارين فضلاً عن غيرهم ضرباً من الخيال وحلماً بعيد المنال، ولذا فإن تحقق هذا الأمر وباحترافية رائعة وفريدة، وتنظيم متقن ودقيق، يسجل في قائمة المشاريع النوعية التي خططت لها وفكرت بها وسقتها بماء البذل والعطاء والجهد والوفاء لهذا الوطن المعطاء وزارة التعليم العالي، ولأهمية هذا الحدث النوعي، ولدوره المباشر في تعزيز وتقوية سير جامعاتنا السعودية نحو الريادة والتميز، ولما له من أثر فعال وقوي في بناء الشراكة الأكاديمية والبحثية ومد جسور التواصل بين جامعاتنا المحلية الحكومية منها والخاصة مع الجامعات العالمية، ولتسهيله على راغبي الدراسة في الخارج الحصول على القبول والالتقاء بالمسئولين وسؤالهم وجهاً لوجه، والاستفادة من خبرات السابقين ممن درسوا في هذه الجامعات والالتقاء بهم والتعرف عليهم، ولما... ولما.... لذا فقد نال هذا الإنجاز الوطني الفريد الرعاية الكريمة والدعم الكبير من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أدامه الله وحفظه ورعاه، كما حظي بالشهرة العالمية والثقة الدولية التي تتعزز كل عام، والشواهد والبراهين في هذا كثيرة ومعروفة، وعلى رأسها ومن بينها كثرة الراغبين المشاركة، وحضور رؤساء جامعات ووزراء تعليم ومديري شركات للتحدث في هذا الحدث العالمي الهام.

اليوم الثلاثاء 15 جمادى الآخرة 1435هـ يفتتح معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي في دورته الخامسة 1435هـ ، وقد صرح صاحب المعالي مطلع هذا الأسبوع أن جهوداً بُذلت من قبل اللجنة المنظمة لاستقطاب الجامعات الأشهر عالمياً والتي تتصدر قائمة الـ500 حسب التصنيفات الدولية، كما ذكر معاليه أن من بين الشواهد على ما تحقق من إيجابيات أبان الدورات الأربع الماضية توقيع نحو 96 عقد خدمات بين جامعاتنا المحلية والجامعات العالمية ذات التاريخ الطويل والشهرة الدولية وفي أدق التخصصات وأكثرها صعوبة.

إن مغازلة العالمية والبحث عن قدم قوية لجامعاتنا السعودية في عصر العولمة المفتوح يوجب على صناع القرار والأكاديميين والمتخصصين والباحثين في هذه الكيانات التنموية والتعليمية معرفة ما لدى الغير، والاطلاع على منجزاتهم، والتعرف على مبتكراتهم ومخترعاتهم، ومحاولة الاستفادة من خطواتهم في مسارهم الذي سلكوه وصولاً لأرقام متقدمة في سلم التقييم العالمي، ولا يمكن أن يتحقق شيء من هذا فضلاً عن تحقق جله إلا في هذه المناسبة التي نحن فيها، ولذا لابد أن نعرف لهذا الحدث قدره، وألا نضيع فرصة الاستفادة منه استفادة حقيقية و»ليس من رأى كمن سمع».

أعود إلى ما بدأت به الثلاثاء الماضي من أن وزارة التعليم العالي راهنت على العلم، وأرادت للعقل الوطني أن يسابق في ميدان البحث والابتكار، فكان لزاماً عليها أن تفكر بعمق، وترسم إستراتيجية واضحة لتحقيق القفزات النوعية المخطط لها بحنكة ودراية، وبالفعل كان منها ذلك، وما المشروع الذي هو محل الحديث اليوم إلا فعل من بين أفعال عدة نعلم بعضها وقد نجهل البعض الآخر.

إن هذا الشاهد الحي والحاضر من بين مئات الشواهد التي عايشتها منذ بدايتها وحتى تاريخه، وأسوقه هنا مستشهداً به على ما ذكرت في ثنايا الحلقة الأولى من هذه الرباعية عن (التعليم العالي و»التفكير الإستراتيجي الناجح»)، ولو أردت أن أحرر الإيجابيات التي تحققت جراء إقامة معرض ومؤتمر التعليم العالي الدولي سواء على المستوى الفردي أو الجماعي لكن ذلك موجب على التتبع والسؤال، وأخذ رأي شريحة عريضة من المهتمين والمستفيدين، وقد يكون هذا شأن المنظمين والإعلاميين والباحثين المتخصصين أكثر من كونه مسئولية يضطلع القيام بها الكاتب الصحفي الذي يدون رؤيته الشخصية غالباً وفي مساحة محدودة عبر مقالة ذات هدف معين وتحمل رسالة وطنية محددة، هذا ما عنّ لي هذا المساء في هذا الباب، دمتم بخير وإلى لقاء والسلام.

مقالات أخرى للكاتب