Friday 28/03/2014 Issue 15156 الجمعة 27 جمادى الأول 1435 العدد
28-03-2014

دراسات

ما زلنا انطباعيين، نعطي الأحكام في الغالب الأعم سواء حين تحليلنا للأحداث أو عند قراءتنا للأشخاص أو...على «الحروه»( غلبة الظن، والظن، والشك، والوهم، حتى آخر درجات الإدراك المعروفة)، وفي ذات الوقت نٌعلي من قدر الحدس، وقد نصدر القرارات المصيرية الحاسمة بناء على كلام سمعناه ممن نحسبه أهلاً للثقة وربما يكون غير ذلك.. كما أننا نعول على التاريخ كثيراً، وقد تتدخل الجغرافيا في الخط بين الفينة والأخرى.. هكذا جلٌنا وللأسف الشديد، ولذلك عندما نقرأ خبراً عن دراسة ما ذات صلة مباشر بمشاريعنا التنموية وهمومنا الوطنية نفرح به، ليس لأن هذه الدراسة ذات بعد دلالي دقيق، ولا لأنها ستغير الحال على الفور، ولكن لأنها تعتبر بحق خطوة على الطريق الصحيح، ورحلة الألف ميل تبدأ من هنا.

) السبت الماضي مثلاً نشرت الجزيرة عن دراسة علمية ذكرت هذه الدراسة - كما يقول الخبر - أن 89% من الشركات السعودية بدون إدارات للمسئولية الاجتماعية.

) يوم الجمعة الماضي 20-5-1435 هـ نشرت الشرق خبراً عنونته ب» أدبي حائل أقام ندوة بعنوان «وطن خالٍ من التمييز»، وذكرت في ثناياه أن مدير مركز الإعلام والنشر في هيئة حقوق الإنسان الدكتور عبد الله السهلي أشار إلى : (أنه أعد استفتاء ووزعه على 1500 مواطن سألهم فيه عن مدى وجود التمييز العنصري أو القبلي في مجتمعنا، وأجاب 75% منهم بأنه يوجد تمييز عنصري).

) الرياض يوم السبت المنصرم تنشر خبراً عن ( دراسة بحثية تكشف استهداف الإخوان للشباب السعودي ).

) وفي ذات اليوم «السبت 21-5-1435 هـ (دراسة توصي بإنشاء مراكز ومعاهد لأبحاث المرور والنقل لمواجهة الحوادث المرورية) «الرياض الاقتصادي».

جميل أن تتوجه الأبحاث والدراسات لقضايا مجتمعية معاصرة، والأجمل أن يهتم الإعلام بنشر مثل هذه الأخبار التي تعطي مؤشرات عن وجود ظواهر حقها أن يٌلتفتٌ إليها وتعالج من جذورها.

نعم، قد لا تكون هذه الدراسات مكتملة الشروط العلمية، وربما كان فيها شيء من الضعف المنهجي.. لا يهم في هذه المرحلة التي نحن فيها، المهم أن المسئول صانع القرار يقتنع بأن «كلام الأكاديمي» ليس مجرد نظريات تٌعلم للطلاب في قاعات التدريس داخل أروقة وأسوار الجامعة فحسب.. المهم أن يؤمن من يملكٌ حق التوقيع على أمر عام هام أن الدراسات والأبحاث ليست كلاماً يطير في الهواء، ومصيرها خزائن الكتب وعلى أحسن افتراض أدراج المكتبات»، والأهم من هذا المهم أن يكون بناء القرار الإداري في قادم الأيام على أساس بحثي صحيح، وليكن لنا في المشاريع التجارية مثالٌ يٌحتذى، إذ إن دراسة الجدوى الاقتصادية ركيزة هامة وشرط أساس – كما هو معروف - لدى رجال المال والأعمال في مشاريعهم الخاصة.

في المقابل من الضروري في هذه المرحلة التاريخية الصعبة أن يخرج الأكاديمي من صومعته التي هو فيها ليعايش الناس ويلامس واقعهم من خلال دراسات ميدانية تخصصية عميقة، تفتح آفاقاً جديدة أمام متخذي القرار وعبر قنوات صنعه الرسمية المعروفة.

وبين هذا وذاك تقع على شرائح المجتمع المختلفة مسئولية المشاركة الحقيقية في الدراسات الميدانية، وذلك من خلال الإجابة الصحيحة والدقيقة على الاستبانات التي تصلهم من قبل الباحثين، فما يقولونه هو باختصار المحدد الرئيس لبناء الاتجاهات والخروج بالتوصيات ذات الاستراتيجيات الوطنية المنهجية الممهدة للتغيير الإيجابي المدروس بشكل دقيق من قبل فرق بحثية متخصصة.

يبقى أمل ورجاء في أن تسند ويتولى دراسة ظواهر ومشاكل وتحولات وقضايا واتجاهات شرائح مجتمعنا المختلفة الكفاءات الأكاديمية السعودية دون غيرهم، خاصة قضايانا ذات البعد السلوكي/ الشبابي، كما آمل مثل غيري من أصحاب الاهتمام البحثي أن تتولى فرق علمية متخصصة الرد على نتائج الدراسات التي صدرت وبلغات مختلفة عن بلادنا المملكة العربية السعودية والتي في بعضها من المخالفات والتجاوزات والمبالغات والمعلومات المغلوطة وغير الدقيقة ما فيها، دمتم بخير.. وإلى لقاء والسلام.

مقالات أخرى للكاتب