Saturday 19/04/2014 Issue 15178 السبت 19 جمادى الآخرة 1435 العدد
19-04-2014

لماذا تستهدف حمص الآن..؟!!

تشهد سورية هذه الأيام واحدة من أكثر جرائم العصر إبادةً وقتلاً للمدنيين، إذ تتعرض محافظة حمص إلى حملة قتل مركبة تقوم بها عناصر مشتركة من قوات بشار الأسد، معززة بعناصر قتالية من حزب حسن نصر الله وقوات خاصة من الحرس الثوري الإيراني وعناصر الشبيحة التي استقدمت من اللاذقية ومدن الساحل، وتتعرض محافظة حمص وبالذات حاضرة المحافظة المدينة القديمة بأحيائها السكنية إلى حملة إبادة وقتل ممنهج للمدنيين باستعمال كل الأسلحة المعروفة والمستحدثة التي استحدثها النظام السوري ومنها البراميل المتفجرة، وراجمات الصواريخ، إضافة إلى مدفعية الدبابات ومدافع الميدان.

استعمال كل هذه الأسلحة وشن عملية عسكرية مركزة على الأحياء القديمة لحمص يهدف، كما تذكر وسائل إعلام النظام في دمشق وحلفائه في بيروت، إلى إخراج قرابة الألف مقاتل من الجيش السوري الحر ليتمركزوا في الأحياء القديمة من حمص والذين صمدوا طوال الفترة الماضية رغم زج قوات بشار الأسد لعشرات الآلاف من المقاتلين الإيرانيين واللبنانيين والعراقيين.

إذ يسعى النظام الأسدي إلى السيطرة على حمص لتحقيق هدفه في إقامة (دويلة العلويين) على مناطق الساحل السوري، وتعزيزها بكتف إستراتيجي يتمثل في محافظة حمص وريفها لضمان التواصل مع العاصمة دمشق والمناطق اللبنانية التي ينطلق منها حلفاء النظام وبالذات مقاتلو مليشيات حزب حسن نصر الله.

تمادي قوات نظام بشار الأسد في استعمال القوة العسكرية المفرطة والخروج على كل قواعد وأخلاقيات القتال، باستعمال أدوات إبادة وقتل للمدنيين وتدمير مدينة تاريخية وقتل أهلها من أجل إجبار ألف مقاتل على مغادرتها يظهر أن بشار الأسد وحلفاءه الإقليميين والدوليين أصبحوا متأكدين بعدم قدرتهم على مواجهة زخم الثورة السورية التي يسيطر رجالها على ثلاثة أرباع سورية، ولهذا فإن تركيز نظام بشار الأسد وحلفائه هو إقامة كيان يسمح لهم بالبقاء، يمتد من دمشق إلى حمص فاللاذقية بامتداد الساحل السوري، وتظل هذه المساحة تحت سيطرة النظام وتحت مسمى (الجمهورية العربية السورية) وترك الثلاثة الأرباع من الأرض السورية المحررة تحت سيطرة الثوار، حيث يجري تحرك لتوحيد جهودهم لإقامة نظام متعدد بديل لنظام الأسد، قد يأخذ وقتاً بعد أن خلطت داعش والنصرة الأوراق، ولهذا فإن بشار الأسد وحلفاءه يؤسسون لـ(دويلة) ستكون موازية لسورية الحرة التي يعمل الثوار على إقامتها.

من هنا يظهر أبعاد ومعنى حرب الإبادة التي ينفذها نظام الأسد ضد أهالي حمص، وكذلك معنى وقيمة صمود الثوار في هذه المحافظة التي تُستهدف بالموت والإبادة في ظل صمت مريب من المجتمع الدولي.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب