Tuesday 22/04/2014 Issue 15181 الثلاثاء 22 جمادى الآخرة 1435 العدد
22-04-2014

إبراء ذمة الحسابات

يظل حساب إبراء الذمة بحاجة إلى حملة إعلانية منظمة، لكي يصل كمفهوم إلى أكبر شريحة ممكنة، وذلك بهدف توسيع دائرة الإقبال عليه، فلا أظن أن المبالغ المودعة فيه، منذ تأسيسه وحتى اليوم، تعكس المتوقع، فالمتحدث الرسمي للبنك السعودي للتسليف والادخار قدّم تفصيلاً لمجمل المبالغ المودعة وعمليات الإيداع خلال شهر فبراير 2014 في حساب إبراء الذمة، حيث بلغت عدد عمليات الإيداع خلال الشهر 436 عملية إيداع بقيمة 1.807.609 ريالات، علماً أن أكبر عملية إيداع منفردة بالحساب تمت خلال الشهر بلغت 505,767 ريالاً. وذكر الجبرين أن إجمالي المبالغ المودعة في حساب إبراء الذمة منذ تاريخ فتحه في عام 2006 وحتى نهاية شهر فبراير 2014 تجاوزت ال 259 مليون ريال.

وفي سياق مهم لا يعرفه الجميع، نفى الجبرين ما يعتقده الغالبية بأن الحساب مخصص لمن اختلس من المال العام فقط مؤكداً على أن الحساب يستهدف أوجهاً متعددة منها ما يحصل من موظفي الدولة المقصرين في أوقات العمل أو في الانتدابات أو العمل خارج أوقات الدوام، كذلك لمن يريد إبراء ذمته تجاه المال العام عن أموال أخذها بغير وجه حق، أو أي شخص يريد تقديم أموال على سبيل الوقف أو الهبة أو حتى يريد تقديم أوقاف عينية يعود ريعها إلى حساب إبراء الذمة.

إذاً، نحن أمام نقطتين بالغتيْ الأهمية. النقطة الأولى، أننا بحاجة لمؤسسة متخصصة في التواصل الاجتماعي، تقوم بنشر ثقافة إبراء الذمة وتوجه نظر الجمهور لوجود هيئة مالية متخصصة في استلام وإدارة الحساب، وذلك لدعم إيراداته بالشكل الذي يعكس حرص المسلم على تطهير مدخراته من المال غير الحلال أو المشكوك فيه. النقطة الثانية، هي توسيع دائرة المستفيدين من أموال هذا الحساب، والاستعانة بهذا الشأن بمختصين ذوي خبرة في الوصول للمحتاجين بوسائل غير تقليدية، فهناك مجالات لاستثمار الأموال من جهة ولتوظيفها في خدمة برامج اجتماعية فاعلة ومستمرة ومنتجة.

إن حساب إبراء الذمة، في ذمة كل من يعمل على إدارته، ومن المهم أن تكون هذه الإدارة على أرقى طراز إداري ومالي وتوعوي وخيري.

مقالات أخرى للكاتب