Thursday 24/04/2014 Issue 15183 الخميس 24 جمادى الآخرة 1435 العدد
24-04-2014

الصحة أولا .. كورونا مثلا .. ولماذا لا نتحرك إلا متأخرين؟

تأتي الصحة في مقدمة أولويات الإنسان. لو خير أي من البشر بين العافية في البدن وأي شيء آخر لاختار أن يعيش معافى دون تردد إذ لا فائدة لأي شيء والجسم عليل والصحة متدهورة ورداء العافية مخلوع، وحاليا لا ينشغل الناس إلا بالحديث عن فيروس كورونا الذي داهمنا منذ شهر سبتمبر عام 2012, وحسب الإحصائيات العالمية تعد السعودية أكثر دولة في الشرق الأوسط إصابة بالفيروس إذ يبلغ عدد المصابين حتى شهر أبريل الحالي 194 مصابا توفي منهم 69، وأعلنت وزارة الصحة لاحقاً عن تسجيل وفاة جديدة و أربع إصابات بالفيروس في مدينة جدة، كما ارتفع عدد المصابين بالفيروس من العاملين في المجال الصحي إلى 12 مصابا. بالرغم من الارتفاع المتنامي في أعداد المصابين خلال أكثر من سنة ونصف إلا أن إدارة الأزمة على مستوى الوزارة ومستشفياتها دون المستوى المطلوب وبطيئة، كما أن إعطاء الأمر ما يوازيه من أهمية أقل بكثير مما هو متوقع وهذا ما نستنتجه من ردود أفعال المسئولين وتطميناتهم، وتصريحاتهم الهادفة فقط لتهدئة الناس وهي في نظري مسكنات لا تغني إذ ينتظر الناس العمل العاجل لمحاصرة الفيروس ومنع انتشاره السريع خصوصا في ظل ضعف الاحتياطات الحالية.

من التصريحات المثيرة للاستغراب ما أكده وكيل الصحة المساعد للشئون الوقائية من أن الفيروس لا ينتقل بين البشر بسهولة دون أن يقدم شواهد حقيقية من الحالات المصابة والتي من بينها حالات حدثت لعاملين للمستشفيات فمن أين انتقلت لهم العدوى، أليست من المرضى وبصورة مباشرة ؟ أتمنى الربط بين التصريح وما نشهده من واقع ! ألاحظ أيضا أن الوزارة لم تمسك بعد بطرف خيط في هذا الموضوع، فمثلا يقول الدكتور عبدالله العسيري وكيل الوزارة المساعد للشئون الوقائية في الإجابة عن سؤال لجريدة الوطن حول مدى تأثير تغيير الأجواء في المملكة بزيادة أعداد الإصابة بالكورونا إن هذا الأمر غير واضح حتى الآن ! وأضاف أن الوزارة لديها اتجاهين عريضين للوقاية من كورونا، الأتجاه الأول هو التنسيق مع الوزارات المعنية لمعرفة مدى انتشار الفيروس في الحيوانات، ويفهم من كلامه أنهم لا يعرفون حتى الآن ! أما الاتجاه الثاني فيعنى بالتشخيص الدقيق للحالات المصابة وعزلها وعلاجها لمنع انتقال الفيروس للمخالطين والعاملين! وهذا يوضح أن الإجراءات تسير ببطء شديد والدليل أن ظهور الفيروس كان قبل حوالي سنتين ولا زالت الأمور غير واضحة لدى الوزارة فهل المشكلة نقص معرفة أم ضعف كوادر عاملة أم تثاقل في حركة الأجهزة الإدارية. أتمنى السرعة في محاصرة الفيروس قبل أن يفوت الفوت وحينها لن ينفع الصوت.

Shlash2010@hotmail.com

تويتر @abdulrahman_15

مقالات أخرى للكاتب