Monday 28/04/2014 Issue 15187 الأثنين 28 جمادى الآخرة 1435 العدد
28-04-2014

ملك عظيم وتعليم عالٍ نفاخر به

تعد الذكرى التاسعة للبيعة المباركة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فرصة مواتيه لنا كسعوديين لنجدد الولاء والطاعة لقائد مسيرتنا, كما أنها فرصة لأن نحمد الله سبحانه وتعالى على ما تحقق لهذه الدولة من منجزات تنموية عملاقة يحق لنا أن نفاخر بها, كيف لا وقد تحققت خلال فترة زمنية قياسية لا تتجاوز العشر سنوات.

وبحكم أمانتي لمجلس التعليم العالي, أود أن أستعرض بعض المنجزات النوعية العملاقة التي تحققت في قطاع التعليم العالي خلال السنوات القليلة الماضية وذلك بفضل من الله ثم بفضل الدعم الكبير الذي تلقاه أسرة التعليم العالي من قبل خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس التعليم العالي.

عندما تولى الملك عبدالله دفة الحكم في مملكتنا الغالية, وعد ـ حفظه الله ـ بأن يتم إيصال التعليم العالي لجميع أبنائه وبناته في مختلف المناطق والمحافظات, وبالفعل تحقق وعد مليكنا الغالي, حيث ارتفع عدد الجامعات من سبع جامعات إلى ثماني وعشرين جامعة حكومية وعشر جامعات أهلية, ويزيد عدد الكليات فيها عن خمسمائة كلية, وما يميز تلك الجامعات أن انشائها قد تم وفقاً لمعايير الجودة والاعتماد الأكاديمي, إضافة إلى أن التخصصات التي يتم تدريسها فيها هي تخصصات متوائمة مع احتياجات سوق العمل والمتطلبات التنموية للوطن.

أيضاً من المنجزات التنموية التي تحققت بدعم وتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين هو (برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي), وقد أكد -حفظه الله- بأن يتم قصر الابتعاث في هذا البرنامج على التخصصات التي يحتاج الوطن لمخرجاتها, وقد تجاوز أعداد من تم ابتعاثهم من بداية البرنامج قبل خمسة أعوام المائتي ألف مبتعث ومبتعثه يدرسون في أفضل الجامعات العالمية في أمريكا وكندا وبريطانيا وأستراليا وغيرها من الدول المتقدمة, كما قصر ابتعاثهم على التخصصات الطبية والصحية والهندسية والتطبيقية والقانونية والمالية والحاسب. وما من شك فإن الوطن سيجني ثمرة نتاج هذا البرنامج حيث سيسهم أبناؤنا وبناتنا العائدون في بناء تنمية وطنهم.

كذلك من المنجزات التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين السماح للقطاع الأهلي في بناء منظومة لمؤسسات التعليم العالي الأهلية, وقد بلغ عدد الجامعات الأهلية (10) جامعات إضافة إلى عدد كبير من الكليات الأهلية المنتشرة في مناطق ومحافظات المملكة, وقد وجه الملك عبدالله بدعم مشاركة وإسهام القطاع الخاص, حيث تم تقديم القروض المالية الحسنه لإنشاء تلك الكليات إضافة إلى إقرار (برنامج خادم الحرمين الشريفين للمنح الداخلية) والذي خصص له المليارات من الريالات حيث تقوم الدولة بدفع الرسوم عن ما نسبته (50%) من مجموع أعداد الدارسين في تلك الجامعات والكليات الأهلية.

إضافة إلى ذلك, يعد دعم محاور البحث العلمي في مؤسسات التعليم الجامعي من المنجزات التي تحققت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, وقد بلغ ما تم تقديمه من دعم للبحث العلمي في عهده الميمون, ما لم يتم تحقيقه منذ توحيد المملكة, ويتضح معالم هذا الدعم من خلال البنود المالية الكبيرة المخصصة للبحث العلمي والتي تضمنتها الموازنات المالية للجامعات, وغيرها الكثير من الدعم الموجه لإنشاء المراكز البحثية في الكليات وكذلك مراكز التميز بالجامعات. هذا بالإضافة للبدلات العالية التي تم إقرارها لدعم أعضاء هيئة التدريس بالجامعات الناشطين في مجال البحث العلمي.

وكما هي عادة خادم الحرمين الشريفين في حرصه ودعمه لأبنائه أعضاء هيئة التدريس بالجامعات, نجد أنه -حفظه الله- قد وجه بإقرار جملة من البدلات المالية لهم, ومنها بدل التعليم الجامعي (25%), وبدل الندرة والذي يصل إلى (40%) وقد شمل هذا البدل الكثير من التخصصات, وكذلك بدل الجامعات الناشئة ويبلغ (40%) وقد تم إقراره لعدد كبير من الجامعات. هذا بالإضافة إلى جملة من المكافآت المالية العالية التي يحصل عليها أعضاء هيئة التدريس الناشطين في مجال البحث العلمي.

كل هذا الدعم اللامحدود الذي يلقاه قطاع التعليم العالي من قبل خادم الحرمين الشريفين يؤكد بأن الاستثمار في رأس المال البشري هو المنطق الأساسي الذي تعتمده حكومتنا السعودية في بناء التنمية السعودية, ويكفي أن نشير بأن ما خصص لقطاع التعليم في الموازنه العامة للدولة يفوق ما نسبته 25% من الميزانية.

ختاماً, بهذه المناسبة الغالية علينا جميعاً, لا نملك سوى أن ندعو بطول العمر لقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو وولي ولي عهده الامير مقرن بن عبدالعزيز, وأن نشكرهم على ما يلقاه قطاع التعليم بصفة عامة والتعليم العالي على وجه الخصوص من دعم منقطع النظير.

dralsaleh@yahoo.com

الأمين العام لمجلس التعليم العالي

مقالات أخرى للكاتب