Wednesday 30/04/2014 Issue 15189 الاربعاء 01 رجب 1435 العدد
30-04-2014

عندما يتجرد المالكي من إنسانيته!

مادعاني إلى الكتابة في هذا الموضوع، هو وصف خطيب جمعة الرمادي في مركز محافظة الأنبار - الشيخ - عبدالله الجوعاني - رئيس مجلس الوزراء العراقي - نوري المالكي، بأنه «رجل خبيث لا يعرف معنى الحق، والإنسانية، بل تكبر في سلطته؛ حتى أصبح يستخدم طرقاً إجرامية.

وحرب المياه ضد الشعب العراقي، وتهديد المناطق السنية بالغرق؛ لكسب صوت باقي المحافظات في الانتخابات البرلمانية»؛ ليختصر لنا الشيخ بعباراته تلك، حصيلة خبرة مؤلمة عانى منها الواقع؛ ولتكون ترجمة دقيقة؛ من شأنها الوصول إلى تحديد المراحل القاسية، التي يعيشها الإنسان العراقي، دون مراعاة لجنسه، أو سنه، أو ظرفه الصحي، أو حتى دون مراعاة لاستصحاب الهمّ الإنساني على عمومه.

ليس غريباً أن يلوث نوري المالكي، وزمرته، أيديهم القذرة بكرامة العراقيين، ووقوفهم اللا إنساني مع القمع، والاستبداد؛ انطلاقاً من رؤيتهم حول القبضة الأمنية، التي لا تقيم أي اعتبار لمعاني الإنسانية، وتغليبهم الأوصاف الوهمية في السلطة، والتحكم التعسفي بشرائح المجتمع العراقي.

ولا يخرج هذا السلوك في العادة عن دائرة العنف، كونه يؤدي في نهاية الأمر إلى صراع الإنسان مع الإنسان.

تجرد المالكي من إنسانيته، وارتكابه هذه الجرائم الشنيعة ضد شعبه، جعلت الأوضاع تزداد سوءاً، وتستمر أكثر فظاعة، ومذلة للإنسان، وكرامته؛ لتشكل في نهاية الأمر، جزءاً من لعبة الموت التي يعيشها المواطن العراقي كل يوم، - وكذلك - استنفار العصبيات الطائفية، والعرقية، والإثنية، التي يجمعها تطبيق منهج العداوات التاريخية الموروثة -منذ أحقاب من الزمن بعيدة-، فعصفت بالعراق حين أطلت عليها الفتنة بكامل رأسها.

الوصف المشترك لمن مارس ضروب اللا إنسانية بحق العراقيين، لا يستحق أن يوصف بالإنسان، -خصوصاً- أولئك الذين تشكل وعيهم بعمق، فأصبح ضميرهم الإنساني غائباً في كل الظروف؛ لأنهم وضعوه في مأزق أمام أنفسهم، ثم أمام التاريخ. في ظل هذا الضياع الذي يعيشه العراق -اليوم-، فإن الرهان على المالكي أصبح خاسراً إلى أبعد الحدود.

فمن جاء من بقايا مخلفات أجهزة القمع، والاضطهاد، لا يمكن أن يكون نصيراً للهم الإنساني على مستوى الإيجاب، باعتبار أن معادلة المصالح، هو وهم شعاراتي استثنائي.

ونزعة العنف المستقبلية، تشير إلى العنف القائم في الماضي عبر الحاضر؛ لأنه فقد اتصالية الكون إلى انفصالية الجسد الأرضي، فغابت العدالة -حينئذ-، وتناقضت دساتير الجماعات المتمدنة، وتشعب به المطاف إلى مفترقين، أحدهما: سيؤدي إلى الانهيار، والآخر: سيتعرف فيه على حماقته، بعيداً عن وعيه؛ ولكن بعد فوات الأوان.

drsasq@gmail.com

باحث في السياسة الشرعية

مقالات أخرى للكاتب