Thursday 01/05/2014 Issue 15190 الخميس 02 رجب 1435 العدد
01-05-2014

المتلاعبون بمشاعر الدهماء!

أنا من الجيل الذي عرف الدين من خلال السلفيين الأنقياء، وهنا أتحدث عن الذين لا تعنيهم الجماهير، ولا المال، ولا الأضواء، أنا من الجيل الذي رأى أولئك الأنقياء الصادقين، والذين «يأمرون بالمعروف بمعروف، وينهون عن المنكر بلا منكر»، مع الاعتذار لمعالي شيخنا، عبداللطيف آل الشيخ، صاحب الامتياز لهذه العبارة البليغة، نعم، أنا من الجيل الذي يرى الدين في أهل الدين الحقيقيين، والذين يجمعون، ولا يفرقون، أنا من الجيل الذي عرف صنفين من الناس، مطوع، وزقرتي، وكلاهما محب للآخر، كما أنني من الجيل الذي رأى المتدينين الحقيقيين يسترون على أخيهم المسلم في عثرته، وهو الجيل الذي كان بين رجاله الشيخ عبدالرحمن السميط، عليه رحمة الله، والذي أعطى بعدا حقيقيا لمفهوم العمل الخيري، وغيره ممن لا يتسع المجال لذكرهم.

من هنا فإنني لا أستسيغ المتأسلمين، والذين أنتجتهم عقود مما يسمى بالصحوة، فمعظم هؤلاء حزبيون، يستخدمون الدين لأغراض محض سياسية، كما أنهم نجوم، تماما كنجوم الطرب، والرياضة، ولا أشك لحظة بأن الواحد من هؤلاء لو لم يبرز في مجال العمل الديني المسيس، لجرب حظه في مجالات أخرى لا علاقة لها بالدعوة، والعمل الخيري، وقصص هؤلاء لا تنتهي، وقد عجل «التثوير» العربي بكشف معظم أوراقهم، بل وأحرقها، فهذا زمن الحراك، والإعلام السريع، والتفاعل، مع أن بعضهم لا زال يظن أنه في زمن المنشور، والكاسيت، أو إن شئت الدقة زمن التغييب، ولا أعتقد أن مقالا واحدا يكفي لعرض جزء من نماذج هؤلاء.

هذا، ولكنني لا أستطيع مقاومة الحديث عن الذي كتب قبل عام يحث شبابنا على الجهاد في الشام، ثم وبعد «عشر دقائق» بالتمام، والكمال كتب معلنا عن زواج ابنه، طالبا من الدهماء الدعاء له بالرفاه، والبنين، وهو نموذج للمتأسلمين الذين امتلأت أرض بلادنا بهم، في كل بقعة، وناصية.

وقد بلغ استخفاف هؤلاء المتأسلمين بأتباعهم من الدهماء مبلغا كبيرا، فقد انتشرت منذ سنوات موضة المتأسلمين الذين يسعون للظهور الإعلامي بكل وسيلة ممكنة، ثم يظهر الواحد منهم كعريس في كامل زينته، ومع ذلك فإن لزوم جماهيرية الغوغاء يحتم عليه بعض «الأكشن»، كأن يطالب بأن لا يظهر مع مذيعة !!، أو أن لا يكون في استديو واحد مع عنصر نسائي، فمثل هذا الأكشن يحقق له شيئين، المزيد من جماهيرية الغوغاء، وفرصة الظهور الإعلامي ذاتها، والغريب أن هؤلاء « الممثلين»، والذين يتحاشون الظهور مع المرأة في الداخل إلا من وراء حجاب، يسافرون شرقا، وغربا، عدا قارة افريقية السوداء، فهي ليست مكانا مفضلا لهم، وهناك، يختلطون مع الجنس الناعم، بل ويلقون فيهن المحاضرات الدعوية، أحسن الله أعمالهم، ولكن المشكلة التي لا يتنبهون لها هي أنهم مفتونون بالتصوير، وبالتالي فإن تناقضاتهم تفضحهم، وهنا لا ألومهم بقدر ما ألوم الدهماء، والذين يتلاعب هؤلاء المتأسلمين بمشاعرهم على الدوام، فهل يا ترى حان الوقت لاستخدام العقول؟!!.

ahmad.alfarraj@hotmail.com

تويتر @alfarraj2

مقالات أخرى للكاتب