Saturday 03/05/2014 Issue 15192 السبت 04 رجب 1435 العدد

خلال ملتقى إعلاميي الرياض بحضور رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون

د. التويجري: الدول الإسلامية تخصص أضعف الميزانيات على مستوى العالم للبرامج الثقافية

الجزيرة - المحليات:

دافع المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، عن منظمته متصدياً لسيل من الانتقادات والتساؤلات التي أثارها إعلاميون ومفكرون سعوديون أخيراً في الرياض.

واشتكى التويجري خلال استضافته من قبل ملتقى إعلاميي الرياض في ندوة إعلامية مفتوحة بعنوان: «منظمة الإيسيسكو وتحديات الدفاع عن الثقافة الإسلامية»، من ضعف الميزانيات المخصصة للبرامج الثقافية في الدول الإسلامية، ومعتبراً البناء الثقافي الخط الأول لحماية المجتمعات وتحصينها من غزو الثقافات الأخرى.

وكان التويجري شجاعا في الاعتراف بأن التطرف يعوق التقارب والتحاور بين الحضارات والثقافات، وطالب بتضافر الجهود الإسلامية لمحاربته ومعاداته وتجفيف منابعه إذا أرادت الأمة الإسلامية بناء وحدة صف وأرضية مشتركة للعمل كثقافة واحدة.

وأردف بأن المنظمة تحث على الوسطية والاعتدال من خلال برامجها وأنشطتها التي تنفذها في العالم الإسلامي، وأيضاً تنفذ برامج لتوعية الشباب بمخاطر هذا الفكر المتطرف الذي لا يعكس هويتنا الدينية والثقافية والحضارية، مبينا أن المنظمة ترفض الطائفية وتعمل على إزالتها وتذويبها بين أبناء الوطن الواحد لتعزيز الوحدة الوطنية وتقويتها.

وأكد الدكتور التويجري بأن منظمة إيسيسكو أطلقت حتى الآن آلاف البرامج والأنشطة في معظم الدول الإسلامية وكان لها أثرملموس في تنمية العالم الإسلامي ومنها برامج تعزيز البحث العلمي، وبرامج محو الأمية، واتهم بعض الناشطين والمهتمين بالمجال الثقافي والتربوي بأنهم لا يعلمون عن المنظمة إلا الشيء القليل وبالتالي يعتقدون أنها منظمة تنظيرية ولا تملك برامج تنفيذية وهذا يخالف الواقع بحسب قوله.

وأوضح المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة أن الحوار ليس ترفاً فكرياً بل ضرورة حيوية للإنسان في كل العصور، ومن هذا المنطلق فالمنظمة ترفض الانغلاق المجتمعي وتعزز للانفتاح على الحضارات والثقافات المختلفة في كل المسارات الفنية والتراثية والمتحفية وكل ما يساهم في التقارب والتعايش مع الآخرين مع التأكيد بالتمسك بتراثنا وهويتنا. وأضاف التويجري بأن المنظمة دائماً تستفيد من دور الشخصيات العالمية غير الإسلامية التي تدفع باتجاه الحوار والتقارب بين الثقافات والأديان.

ونوه التويجري إلى أن منظمة إيسيسكو تولي عناية خاصة بالتعريف بالصورة الصحيحة للدين الإسلامي الحنيف وللثقافة والموروث الإسلامي من خلال برامج وأنشطة مكثفة ومركزة، وتعمل على نشر قيم ثقافة العدل والسلام ومبادئ حقوق الإنسان والحرية وفقاً لمنظور حضارتنا الإسلامية.

ودعا الإعلاميين إلى التعريف بالمنظمة وأهدافها وبرامجها ورسالتها من خلال وسائلهم الإعلامية المختلفة، حتى يتحقق التكامل المنشود بين المؤسسات الإعلامية والثقافية والتربوية.

وعلق الدكتور عبدالعزيز التويجري أن المنظمة تولي هذا البرنامج عنايتها، ولكن لديها برامج أخرى كثيرة من ضمنها برامج موجهة للمجتمعات الأخرى وخصوصاً الغربية واستقطاب المحبين للثقافة العربية والإسلامية.

وأثنى الحضور على برنامج المنظمة للعواصم الثقافية الإسلامية الذي كان آخره في المدينة المنورة، مؤكدين أن البرنامج يدفع بمدن تاريخية في العالم الإسلامي لمشاركة المنظمة في تسجيل حضور ثقافي وإعلامي وتسويقي.

من جانبه طالب الدكتور حمزة المزيني بإعادة النظر في الاسم المختصر للمنظمة لكونه لا يمت للغة العربية بصلة ومن الأولى أن يكون للمنظمة اسم مختصر ذو دلالة عربية مشيدا بفصاحة الضيف، مشددا على أهمية تبني المنظمة لبرامج تمس اهتمام المثقفين والمجتمعات الإسلامية عموما.

من جهته طالب عضو مجلس الشورى السابق الدكتور عبدالرحمن العناد المنظمة بتحسين استخدام الإعلام في التعريف بالمنظمة وبرامجها، متهما المنظمة بالعيش في عزلة عن شريحة كبيرة من المجتمعات الإسلامية، وعرج على الدور التعليمي للمنظمة وازدواجية أدوارها مع منظمات أخرى ومكاتب تهتم وتعمل في قطاع الثقافة وخدمتها.

وفي شأن متصل أثنى الملحق الثقافي في الدوحة الدكتور عبدالرحمن السماعيل على جهود المنظمة، مبينا أنهم يجدون منها الدعم والمشاركة في بعض البرامج، ومعتبراً عدم معرفة الإعلاميين بجهود المنظمة لا يهضم ما أنجزته خلال عمرها الطويل، وأكد على أهمية دعم المنظمة خصوصاً إعلامياً لأنها تمثل مؤسسة إسلامية حيوية ومشتركة بين الدول الإسلامية وشعوبها.

من جانبه أشار عضو الملتقى المستشار إبراهيم الصقعوب إلى أهمية البرامج الموجهة للطفولة، وأن الأطفال هم أهم الشرائح التي يجب على المنظمة العناية بها، لأن بناء الثقافة الإسلامية في النشء من أهم الاستثمارات التي تجب على المجتمعات والدول والمنظمات، مؤكدا وجود إرث ضخم وحيوي في هذا الجانب من الثقافة وأنه يجب النهل من مخزون تجارب الأمة الإسلامية في كل مراحلها.

وفي نهاية اللقاء دعا رئيس الملتقى كبير المذيعين في التلفزيون السعودي عبدالعزيز العيد الذي أدار الحوار في اللقاء، معالي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الأستاذ عبدالرحمن الهزاع الذي حضر اللقاء، سلم درع الملتقى للضيف الدكتور عبدالعزيز التويجري نيابة عن أعضاء ملتقى إعلاميي الرياض.

موضوعات أخرى