Tuesday 06/05/2014 Issue 15195 الثلاثاء 07 رجب 1435 العدد
06-05-2014

الجريمة الغريبة

هل تعرف من هو جاك السفاح؟

جاك من أشهر القتلة في التاريخ الغربي إن لم يكن أشهرهم على الإطلاق. ورغم أن جرائمه مضى عليها أكثر من قرن وربع القرن إلا أن اسمه لا يزال معروفاً لدى الكثيرين في بريطانيا وأمريكا. هذا القاتل لا أحد يعرف عنه أي شيء، لا عُمره، ولا مظهره، ولا حتى اسمه؛ فاسم «جاك» أتى من رسالة انتشرت في الإعلام، فيها يزعم الكاتب أنه القاتل، وأنه سمّى نفسه بجاك السفاح، غير أن الرسالة ظهر أنها مزيفة فيما بعد، لكن الاسم بقي.

قتل جاك نساء عدة في شوارع لندن، وحاولت السلطات معرفة هذا القاتل، وبحثوا كثيراً، لكن باءت التحقيقات بالخيبة.

اليوم مات كل الذين يُحتمل أنهم هم القتلة، ولا ندري إلى الآن من هذا القاتل الغامض.

غوامض وغرائب الجريمة أكثر مما يتوقع المرء. وهناك قاتلٌ اليوم يثير أمره العجب، هو الأمريكي رودني ألكالا. فهذا الرجل أُدين بجرائم أخلاقية عدة في السبعينيات الميلادية، ورغم ذلك تَقدَّم لبرنامج تلفازي على محطة إيه بي سي ليكون متسابقاً. وفكرة البرنامج أن امرأة تسأل بعض الرجال أسئلة عدة (وهي لا تراهم ولا تعرفهم)، وتختار أفضل الإجابات، ومن يفوز فإنها تكون من نصيبه. ولم يكتفِ ألكالا بأن يتقدم للبرنامج بل قَبِلَه المنتج، وما هو إلا قليل حتى فاز بالمسابقة! غير أن المرأة رفضته لأنها شعرت بأنه غريب الأطوار بعدما كلمته قليلاً، فما مرَّ كثيرُ وقتٍ حتى قتل ألكالا نساء عدة. ويقول بعض المختصين إن هذا الرفض كان وقوداً لتلك الجرائم الانتقامية.

لكن من أغرب قصص الجريمة قصة المرأة الصابونية. في عام 1940م فوجئ أهل ولاية واشنطن الأمريكية بجثة تطفو في نهر كريسنت، واتضح بعد التقصّي أنها جثة امرأة قُتِلت قبل ثلاث سنين من اكتشافها، وكان الوجه غير واضح المعالم. أما العجيب في القصة فهو أن جسدها تحوَّل إلى صابون! الذين وَجدوا جثتها لاحظوا أن الجسد صار مادة هلامية مثل الطين، لكن ما لاحظه الطبيب الشرعي الذي فحص الجثمان هو أن امرأة النهر - وهو الاسم الذي سُمِّيَت به الضحية - قد تعرَّضَ جسدها لعملية كيميائية تسمّى التَصَبُّن، أي تحول المادة إلى صابون؛ ذلك أنها بعد مقتلها ورميها في النهر حُفِظ جسدها من التحلل بسبب برودة النهر الشديدة، ثم تفاعلت مواد كيميائية في النهر مع الدهون في جسدها، وهذا ما حول الجسد إلى صابون. وإذا كان هذا لا يُصدَّق لأول وهلة فيجب أن نعلم أن الكثير من الصابون يأتي أصلاً من الدهون الحيوانية التي تُخلط مع مواد كيميائية أخرى. كانت المرأة قد قتلها زوجها خنقاً ثم رماها في النهر ليخفي جريمته، لكن الطب الشرعي والبحث الجنائي أظهر ذلك بعد فترة من التحرّي، وحُكِم عليه بالسجن مدى الحياة عام 1951م، وقضى وقته هناك حتى توفي عام 1974م بعد قرابة ربع قرن خلف القضبان.

أعاذنا الله من الجريمة والمجرمين.. سواء «الطبيعيون» أم الغريبون.

Twitter: @i_alammar

مقالات أخرى للكاتب