Wednesday 07/05/2014 Issue 15196 الاربعاء 08 رجب 1435 العدد
07-05-2014

الرحلة الهنيّة إلى بيشة البهيّة

- بعض (الرحلات) على قصر مدتها تبقى بذاكرتك كعطر معتّق، وتظل بجوانحك كجدول نمير لا يعرف النضوب!

وهذه إحدى الرحلات القصيرة التي بقيت وستبقى في وادي جوانحي هتان مطر عذب، ولقد حرصت عليها شخصياً للداعي الكريم أولاً، ولزيارة هذه البلدة وأهلها ثانياً، وللقاء أحبة بالمجلس باعدت بيني وبينهم المشاغل بعد أن كان لقاؤنا مستمراً تحت قبة المجلس، وإن كنا نرى بعضنا بالقلوب والأجساد، وعلى حد تعبير الشاعرة عضو مجلس الشورى د. فاطمة القرني:

بالود يبصر كل خل خله

ليس الوصال تواصل الأجسام

- هذه الرحلة كانت إلى محافظة (بيشة) البهية بدعوة كريمة من معالي العزيز د. محمد آل عمرو أمين عام مجلس الشورى مع رفقة يأنس بهم جليسهم، يتقدمهم معالي الشيخ د. عبدالله بن محمد آل الشيخ رئيس مجلس الشورى بخلقه الكريم، وبجميل حديثه، وكنا ثلة قليلة وبهذه الرحلة التي جمعت لحظاتها بين التواصل والثقافة والأنس والأحبة والفضلاء بهذه الرحلة: د. سعود المتحمي، د. محمد الجفري، د. فهاد الحمد، د. أحمد الزيلعي، أ. عبدالله الناصر، د. عبدالله المعطاني، أ. خليفة الدوسري، أ. فهد العميرن وكاتب هذه السطور.

- كان أول ما رأينا من وجوه التطور في بيشة مطارها الجميل، وإن كان الأجمل منه من استقبلونا من أسرة آل عمرو يتقدمهم حبيبنا أبو عبدالمجيد الذي أسرنا بمودته وحفاوته ومن معه من أفراد أسرته، ثم انتقلنا إلى مكان أجمل: جلسة أخاذة على ضفاف سد بيشة وعندها أخذنا بأطراف الحديث الذي بدأه معالي الشيخ عبدالله بجمعه بين العلم والأدب، ثم اتجه الحديث عن الشعر ما بين ملقٍ ومتذوق، ثم كان الذهاب إلى سكن هادئ جميل للراحة، وبعدها إلى المحافظة، حيث أعد لنا محافظها أ. محمد المتحمي جلسة جميلة تراوحت بين شعر فصيح وعربي، وكلمة ترحيب جميلة لمضيفنا د. محمد العمرو التي عبر فيها بكل صدق ومودة عن مشاعره باستجابة محبيه لدعوته، ثم ألقى الشيخ عبدالله آل الشيخ كلمة موفقة أبان فيها عن الوشائج التي تجمع بين أبناء الوطن في كل موقع، وأن مثل هذه الزيارات تنمي هذه الوشائج وتوثقها، ثم الأديب أ. عبدالله الناصر الذي ألقى كلمة بل محاضرة عن تاريخ بيشة وشعرائها بالماضي، وتوقف عند أمير الصعاليك والنبل والشهامة الشاعر الشنفري، وألقى أبياتاً عذبة من شعره وحسب هذا الشاعر إبداعاً وكرامة بالحياة قوله:

وفي الأرض مَنْأىً للكريم عن الأذى

وفيها لمن خاف القِلى مُتعزَّلُ

- كان وقت الرحلة كله حافلاً بالتواصل والأحاديث والعذوبة حيث انتقلنا بعد صلاة العشاء إلى قرية مضيفنا الحبيب (الثنيَّة) وإلى داره العامرة، حيث كانت لنا جلسة امتدت إلى أربع ساعات، وكان مقرراً لها ساعتان ولكن أطلنا مكثنا: لمتعة الحديث وجمال الجلسة، وقبل ذلك وبعده ما أحاطنا به أبناء أسرة آل عمرو ومن كان موجوداً من أهل بيشة من فيض المحبة، وحفاوة الترحيب، لقد كانوا طيلة بقائنا معهم مدجّجين بالحب والنبل معبئين بالحب والكرم.

- وكان ختام رحلتنا جلسة أدبية شاعرية بالطائرة بين جمال الليل وتحت عباءة السماء، وقد سعدنا أن رافقنا فيها معالي د. جبارة الصريصري، وقد حلقنا في هذه الرحلة على في فضاء الكون وأجواء الشعر.

هذه مقالة قصيرة لتوثيق هذه الرحلة وما وفت بالحديث عن هذه الرحلة ولحظاتها وعن بيشة بسدها ونخيلها ورجالها، وبخاصة أن هذه المحافظة ذات أولويات بالراهن السعودي: افتتحت أول مدرسة ابتدائية نظامية فيها بالمنطقة الجنوبية، وهي أول إمارة بالجنوبية بايعت الملك عبدالعزيز، وفيها سد يعتبر من أكبر سدود المملكة، أما الأهم فهم أهلها الفضلاء الذين عرفناهم بضياء الخلق، ومضيء القيم وسحائب الكرم، وجميل المعشر، وقد التقينا وتعرفنا من هذه المحافظة على عدد كبير من أهلها، ومن أسرة آل عمرو كإخوة عزيزنا ومضيفنا الشيخ علي ومحمد وأبناء مضيفنا عبدالمجيد وعبدالله وابن أخيه محمد، د. سعيد آل عمرو مدير جامعة الحدود الشمالية، وغيرهم من هذه الأسرة ومن أبناء بيشة الكرام الذين لا يماثل كرم نفوسهم إلا إكرامهم لضيفهم وكأن الشاعر يعنيهم عندما قال:

بشاشة وجه المرء خير من القرى

فكيف بمن يأتي به وهو باسم

- وبعد:

لم تكف ساعات هذه الزيارة لمعرفة محافظة بيشة وقراها وأهلها ولكنها بداية كما قال لهم عميد رحلتنا الشيخ د. عبدالله وحسبنا وحسبهم ما قال الشاعر عمر أبو ريشة:

بعض الربيع ببعض الورد يختصر.

إلى اللقاء على المحبة.

Hamad.a.alkadi@gmail.com

فاكس: 4565576 **** تويتر @halkadi

مقالات أخرى للكاتب