Thursday 08/05/2014 Issue 15197 الخميس 09 رجب 1435 العدد
08-05-2014

المال ليس كل شيء..!

تتوالى الأخبار في بعض الدول عن بوادر أزمة مالية تهدد اقتصاد تلك الدول وتساهم في إفلاس العديد من الشركات والمؤسسات ويظهر في كل يوم عشرات المحللين الذين يقدمون استشارات مالية في العديد من المجالات وتتوالى إعلانات الحكومات التي تؤكد حرصها على معالجة الأزمات وإيجاد الحلول اللازمة كما تسعى لطمأنة مواطنيها باستقرار الأوضاع المالية.

في اعتقادي إن سبب العديد من المشاكل المالية يكمن باختصار في طمع وجشع النفس البشرية، فالكل يسعى إلى جمع المال بطرق مختلفة (شرعية وغير شرعية) حتى أصبح هذا الأسلوب منهج حياة للبعض وأصبح هاجس الجميع هو جمع المال للاغتناء والوصول إلى الثراء بغض النظر عن الوسيلة وهناك العديد من القصص التي تؤكد بأن الأغنياء اليوم ينصحون الناس أن لايكون همهم الأوحد هو جمع المال، ومن ذلك قصة ذلك التأجر الذي كان يروي حكمة لأحد الشباب قائلاً له: (لقد أمضيت أجمل وأغلى سنوات عمري في تنمية أعمالي التجارية كما تفعل أنت الآن، وبعد أن كبرت وانتهيت إلى ما ترى وجدت أنني فقدت الكثير مما لا يمكن تعويضه وخرجت بدرس ثمين يمكنك أن تسميه «حكمة الشايب»).. وهي ((إن الرجل يمر في حياته بثلاث مراحل ويحتاج إلى أن يملك ثلاثة أشياء. ففي الشباب يكون لديك الوقت لقلة انشغالك ولديك النشاط والقوة لتستمتع، ولكن ليس لديك المال الكافي لتسافر وتشتري السيارة والمنزل الذي تتمناه وترفه عن نفسك بعيش رغيد.

‏ثم إنك تنتقل إلى مرحلة الرجولة فتزاول العمل والتجارة وتبدأ بجمع المال لتؤمن مستقبلاً أفضل لك ولأسرتك، حينها يكون لديك المال ولديك النشاط والقوة ولكن ليس لديك الوقت لتستمتع وترفه عن نفسك وأسرتك فأنت مشغول بأعمالك وسفرياتك وتجد أنك تضحي بأشياء كثيرة من أجل «ضمان المستقبل». وفي المرحلة الثالثة حين تكبر سنك تكون قد جمعت المال الذي تريد ولديك الوقت لتستمتع به وتحقق ما كنت تحلم به ولكن...... ستجد أنك قد فقدت الصحة والنشاط الذي كنت تتمتع بهما أيام الشباب، فلم يعد لديك الجهد للسفر ولا تجد نفس المتعة في شراء سيارة فخمة أو منزل كبير!.. ‏وتبحث عن أبنائك وبناتك لتستمتع معهم في رحلات وجلسات وزيارات فتجدهم قد كبروا ولم يعد يهمهم أن يشاركوك في مثل هذه الأنشطة فقد صار لكل منهم اهتماماته وعالمه! بل وقد لا تجد زملاء تلتقي بهم لأنك قد قطعتهم حين إنشغلت بأعمالك التجارية.

ستجد أن هذا المال لن يعيد لك تلك الأيام التي كان أبناؤك يتمنون أن تمضي معهم ولو ساعة واحدة أو أن تذهب بهم إلى رحلة أو سفر إلى بلد قريب!.. ستجد أن المال لن يعيد لك صحتك بعد أن داهمك الضغط والسكري فلم تعد ذاك اليافع القوي!!.

لذلك فقد استنتجت من تجربتي في الحياة، وهو ما أوصيك به يا بني، أن بضعة آلاف من الريالات وأنت في شبابك تستمتع بها مع أبنائك وزوجك وتقنع بما لديك خير لك من مئات الآلاف بل والملايين حينما تكون كهلاَ مثلي!)).

بالأمس قرأت خبراً عن مليونير ألماني تخلى عن جميع ثروته وقرر أن يصبح متسولاً بعد تعرضه لحادث، وذكر المليونير أنه كان يسأل كثيراً عن السبب الذي يدفع الناس إلى السعي دائماً وراء امتلاك الأشياء على الرغم من أنهم لن يأخذوا معهم شيئاً في النهاية وقال: الإجابة التي كنت أبحث عنها لم أجدها إلا بداخلي.

هذه هي الإجابة عن السؤال الذي يتردد كثيراً على ألسنة الكثير من الناس والذين همهم الأوحد هو كيف يتم جمع المال، وعلى الرغم من أهمية أن يسعى الإنسان لأن يحيا حياة طيبة كريمة لكن ليس بالضرورة أن تأتي هذه الحياة من خلال الغنى والثراء بل هي من خلال البساطة والاكتفاء، فهاهم الأغنياء يندبون حظهم اليوم وفي كل يوم نسمع العديد من القصص التي تؤكد هذا الأمر.

إنه درس هام لنا يتكرر دائماً بأشكال مختلفة منها ماهو فردي ومنها ماهو عالمي ودولي فهل سنستفيد من هذه الدروس ونترك الركض خلف المال والسعي نحو الغنى والرضا بالقليل..؟.

في اعتقادي إن سبب العديد من المشاكل المالية يكمن باختصار في طمع وجشع النفس البشرية، فالكل يسعى إلى جمع المال بطرق مختلفة (شرعية وغير شرعية) حتى أصبح هذا الأسلوب منهج حياة للبعض وأصبح هاجس الجميع هو جمع المال للاغتناء والوصول إلى الثراء بغض النظر عن الوسيلة وهناك العديد من القصص التي تؤكد بأن الأغنياء اليوم ينصحون الناس أن لايكون همهم الأوحد هو جمع المال، ومن ذلك قصة ذلك التأجر الذي كان يروي حكمة لأحد الشباب قائلاً له: (لقد أمضيت أجمل وأغلى سنوات عمري في تنمية أعمالي التجارية كما تفعل أنت الآن، وبعد أن كبرت وانتهيت إلى ما ترى وجدت أنني فقدت الكثير مما لا يمكن تعويضه وخرجت بدرس ثمين يمكنك أن تسميه «حكمة الشايب»).. وهي ((إن الرجل يمر في حياته بثلاث مراحل ويحتاج إلى أن يملك ثلاثة أشياء. ففي الشباب يكون لديك الوقت لقلة انشغالك ولديك النشاط والقوة لتستمتع، ولكن ليس لديك المال الكافي لتسافر وتشتري السيارة والمنزل الذي تتمناه وترفه عن نفسك بعيش رغيد.

‏ثم إنك تنتقل إلى مرحلة الرجولة فتزاول العمل والتجارة وتبدأ بجمع المال لتؤمن مستقبلاً أفضل لك ولأسرتك، حينها يكون لديك المال ولديك النشاط والقوة ولكن ليس لديك الوقت لتستمتع وترفه عن نفسك وأسرتك فأنت مشغول بأعمالك وسفرياتك وتجد أنك تضحي بأشياء كثيرة من أجل «ضمان المستقبل». وفي المرحلة الثالثة حين تكبر سنك تكون قد جمعت المال الذي تريد ولديك الوقت لتستمتع به وتحقق ما كنت تحلم به ولكن...... ستجد أنك قد فقدت الصحة والنشاط الذي كنت تتمتع بهما أيام الشباب، فلم يعد لديك الجهد للسفر ولا تجد نفس المتعة في شراء سيارة فخمة أو منزل كبير!.. ‏وتبحث عن أبنائك وبناتك لتستمتع معهم في رحلات وجلسات وزيارات فتجدهم قد كبروا ولم يعد يهمهم أن يشاركوك في مثل هذه الأنشطة فقد صار لكل منهم اهتماماته وعالمه! بل وقد لا تجد زملاء تلتقي بهم لأنك قد قطعتهم حين إنشغلت بأعمالك التجارية.

ستجد أن هذا المال لن يعيد لك تلك الأيام التي كان أبناؤك يتمنون أن تمضي معهم ولو ساعة واحدة أو أن تذهب بهم إلى رحلة أو سفر إلى بلد قريب!.. ستجد أن المال لن يعيد لك صحتك بعد أن داهمك الضغط والسكري فلم تعد ذاك اليافع القوي!!.

لذلك فقد استنتجت من تجربتي في الحياة، وهو ما أوصيك به يا بني، أن بضعة آلاف من الريالات وأنت في شبابك تستمتع بها مع أبنائك وزوجك وتقنع بما لديك خير لك من مئات الآلاف بل والملايين حينما تكون كهلاَ مثلي!)).

بالأمس قرأت خبراً عن مليونير ألماني تخلى عن جميع ثروته وقرر أن يصبح متسولاً بعد تعرضه لحادث، وذكر المليونير أنه كان يسأل كثيراً عن السبب الذي يدفع الناس إلى السعي دائماً وراء امتلاك الأشياء على الرغم من أنهم لن يأخذوا معهم شيئاً في النهاية وقال: الإجابة التي كنت أبحث عنها لم أجدها إلا بداخلي.

هذه هي الإجابة عن السؤال الذي يتردد كثيراً على ألسنة الكثير من الناس والذين همهم الأوحد هو كيف يتم جمع المال، وعلى الرغم من أهمية أن يسعى الإنسان لأن يحيا حياة طيبة كريمة لكن ليس بالضرورة أن تأتي هذه الحياة من خلال الغنى والثراء بل هي من خلال البساطة والاكتفاء، فهاهم الأغنياء يندبون حظهم اليوم وفي كل يوم نسمع العديد من القصص التي تؤكد هذا الأمر.

إنه درس هام لنا يتكرر دائماً بأشكال مختلفة منها ماهو فردي ومنها ماهو عالمي ودولي فهل سنستفيد من هذه الدروس ونترك الركض خلف المال والسعي نحو الغنى والرضا بالقليل..؟.

مقالات أخرى للكاتب