Saturday 10/05/2014 Issue 15199 السبت 11 رجب 1435 العدد
10-05-2014

أمطار مكة.. نجح المواطن وفشل التحذير!

التوقعات التي سبقت أمطار مكة المكرمة، لم تكن تشير إلى احتمالية هطول أمطار غزيرة - كما حدث - والأمر بيد الله بالطبع، بل كانت توقعات عامة شملت معظم مناطق المملكة بدءاً من تبوك وحائل والجوف والمدينة، مع فرصة وصولها إلى مرتفعات مكة المكرمة والباحة وعسير وجازان .. الخ!.

وهنا إما أنّ قراءة وتوقعات خبراء الأرصاد للحالة الجوية لم تكن صائبة، وتحليل وتوقعات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أخفق في التحذير من موجة الأمطار، وإما أن يكون نقل التحذير لوسائل الإعلام لم يُعط الأهمية اللازمة، خصوصاً أنّ البنية التحتية والطبيعة الجبلية لمكة المكرمة توجب الحذر في مثل هذه الظروف!.

الصور والمقاطع المتداولة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، لغزارة الأمطار، وامتلاء الشوارع، وتكدس السيارات وتحركها مع ( المياه الهائجة ) التي لم تجد من مشاريع التصريف ما يكفي لتتسرب معه لباطن الأرض، تذكرنا بما حدث في جدة قبل عدة سنوات، وهنا يبدو أننا لم نستفد من ذات الأخطاء السابقة، لا من الناحية التحذير قبل هطول الأمطار، ولا من إيجاد المشاريع والقنوات التصريفية اللازمة!.

ثقافة وتعامل المواطن والمقيم مع أمطار مكة، هو الأبرز نتيجة استفادته مما حدث في جدة سابقاً، فالبحث عن مكان مرتفع، وتجمُّع الأشخاص مع بعضهم البعض، وترك المركبات الغارقة فوراً، وتشكيل فرق التطوع الشبابية لفك ومساعدة بعض المحتجزين، صور رائعة للتخفيف من آثار الأمطار والسيول، قد لا يكون هناك (توثيق كاف) لمعظم الصور التي حدثت، ولكن على الأقل المواطنون نجحوا في إبراز ما قاموا به عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بينما نحن ننتظر من الدفاع المدني، وأمانة العاصمة المقدسة، وهيئة مكافحة الفساد توضيحاً عن كيفية تعاملها مع أمطار مكة الأخيرة، حتى نطمئن أنّ الخطط الموضوعة والمرسومة لمثل هذه الحالات تمت بالشكل الصحيح؟!.

لاشك أنّ هناك نوعاً آخر من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي للأسف، لم يتعاملوا مع الموضوع بالجدية والحس الوطني اللازم، بل تفرغوا لنشر الإشاعات وتهويل الأمر ونشر بعض المقاطع مثل سقوط أحد (قطع الجبس) في مول بمكة وذعر الناس من الموقف، والتقليل من دور الجهات واللجان المشكّلة!.

بعيداً عن إخفاق فرق الإنقاذ ومشاريع التصريف، أعتقد أنّ اللوم (بالدرجة الأولى) يقع على خبراء الأرصاد، رغم نجاح المواطن في التعامل مع الموقف بأقل الخسائر الممكنة!.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب