Monday 12/05/2014 Issue 15201 الأثنين 13 رجب 1435 العدد
12-05-2014

الرياضيات والعلوم .. حجر الزاوية

معلوم أن الرياضيات والعلوم وما تفرع منهما من معارف هي أساس التقدم الذي تنعم به الإنسانية في الوقت الحاضر، فقد تمكن الإنسان ـ من خلال تطبيقات الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء والعلوم الطبيعية المختلفة ـ من اكتشاف ما كان يجهله عن حقائق الكون وأسرار الطبيعة، وتمكن من مواجهة الكثير من الأمراض القاتلة التي كانت تفتك بالبشر، وسخَّر الموارد الطبيعية لخدمته في تأمين الغذاء والكساء والسكن والاحتياجات المعيشية الأخرى. وبفضل الرياضيات والعلوم تم تحقيق قفزات متصاعدة في توظيف التقنية لخدمة الإنسان في مجال الاتصالات والنقل وكل شؤون الحياة.

وليس سراً أن المجتمعات المتقدمة في زمننا الراهن هي المجتمعات التي اهتمت بالرياضيات والعلوم. فهذه المجتمعات هي التي تخترع وتبتكر وتصدر منتجاتها التي أنقذت الإنسانية من الشقاء إلى مختلف دول العالم. ولنا أن نتصور كيف سيكون حال العالم لو لم تخترع تلك المجتعات السيارة والطائرة والحاسب الآلي والأجهزة الطبية والأدوية والهاتف وغيرها من المنتجات التي لا يستغني عنها أحد في أي بقعة من بقاع العالم.

نحن نرى بلداً مثل كوريا الجنوبية تتصدر مجالات الإنجاز على الساحة العالمية في العديد من الأنشطة وهي التي كانت حتى زمن قريب دولة متأخرة لا تختلف كثيراً عن الدول الآسيوية التي تعاني من مظاهر التخلف. وقد تحقق لها ذلك بفضل أمور كثيرة من بينها الاهتمام بتعليم الرياضيات والفيزياء والكيمياء والعلوم الحديثة المختلفة. ومثل ذلك حدث في اليابان ويحدث الآن في الصين التي تعطي أولوية للاستثمار في مجال التعليم الحديث. ومن اللافت للانتباه أن طلاب المدارس والجامعات في هذه الدول هم أكثر من يحقق التفوق في المسابقات الدولية في الرياضيات والعلوم.

وقد فرحتُ كثيراً عندما حصل طالبان سعوديان، هما الزبير حبيب الله وعمر الربيعة، على ميداليتين برونزيتين في مسابقة دولية في الرياضيات هي أولمبياد البلقان الذي شاركت فيه عشرون دولة أوروبية وآسيوية، كما حصل زميلهما عمار القطري على جائزة تقديرية في الأولمبياد. وستكون الفرحة أكبر عندما يحصلون وزملاؤهم على ميدايات الذهب في مسابقات قادمة إن شاء الله.

هؤلاء الطلاب الذين تبنتهم مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع وأتاحت لهم فرصة المشاركة في هذه المسابقة الدولية يمثلون مع زملائهم المتفوقين أمل الأمة في النهوض واللحاق بالعالم المتقدم. لكن ذلك يتحقق فقط عندما يتم إصلاح التعليم والاقتداء بالنماذج العالمية الناجحة في مجال التربية والتعليم وهي النماذج التي اهتمت كثيراً بالرياضيات والعلوم الطبيعية. عندها ستكون مخرجات التعليم داعمة للتنمية، ولن نكون بعد ذلك مجرد مستهلكين لمنتجات الحضارة الحديثة بل منتجين أيضاً.

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب