Tuesday 13/05/2014 Issue 15202 الثلاثاء 14 رجب 1435 العدد
13-05-2014

إنسانيون في زيارة «إبراهيم»...!!

أمس الأول دعتني صديقة لقراءة «تغريدة» في موقع سفير الإنسان «فايز المالكي» الممثل القدير، والمثقف، لأحد المرضى الذي كتب في موقع التواصل «تويتر» بأنه يرقد في المصحة، ولا من يزوره لا أب، ولا أخ، ولا صديق..ربما الهروب من عدوى باتت الناس تشفق على نفسها منها، فشعر بالوحدة، بينما جاره المريض الآخر تتوارد عليه الزيارات.. وهو يعاني المرض والعزلة..

إنه «إبراهيم» كتب تغريدة يدعو من يزوره فيجد الله عنده..

ومن الذي لا يحب أن يلتقي الرب العظيم في زيارة مريض إلا من قسا قلبه، وجفت عواطفه..؟

وقد عهدنا في مجتمعنا رقة قلب أبنائه، ولطف معشرهم، ورسوخ مبادئهم، وسرعة نخوتهم، وطيبة قلوبهم، وسعة صدورهم..، ومحبتهم للخير..

«فايز المالكي» كان المبادر بنشر الدعوة وبزيارة إبراهيم..

وبعد أن أعاد تغريدته في حسابه، تقاطر الطيبون لزيارته من متابعي المالكي، توافدوا إلى المصحة يتسارعون للقاء الله في مواساة إبراهيم..

في هذه اللوحة الجميلة للتكافل، والشراكة الإنسانية بين أفراد المجتمع ما ينم عن تماسك القيم العظيمة التي ترسخت في سلوك الأفراد، وانعكست في مواقف التراحم، والمودة، والمحبة في الأخوة تلك التي دعا إليها الشرع، وعززتها مسالك الصالحين..، ومسالك أحفادهم وأبنائهم في هذا الجيل اليافع..

وفي هذا تعزيز للثقة في لحمة هذا المجتمع..

إذ من جهة أخرى فإن في هذا الموقف ما يعزز التعاضد بين الأفراد، ويؤكد الثقة في قوة هذا العضد ليكون في جميع مستويات التفاعل بين أفراد المجتمع، سعيا في تجذيرخيريته، إلى جانب بناء منجزاته، وتطوره، وفي العمل على جعله المجتمع الثابت بأسسه، المتفاعل مع تطلعاته، والفاعل في حراكه الإيجابي، والمحقق لأحلامه أفعالا ونتائج، بجدية الطموح، ومتانة اليقين، ووضوح الهدف..

هي هذه الثقة التي أباحت عنها لوحة حجرة إبراهيم في المصحة، وتلك التغريدات التي شملت الدعاء له، ومشاركته، والإحساس به..

لفتني هذا الموقف الجميل بما فيه من حيوية النفوس الطيبة بما لا أستطيع أن أمر به دون إزجاء التحية لمن صنعه..

تحيتي «لفايز المالكي»، ولكل من سعى لزيارة إبراهيم..وعزز روح هذا المجتمع الطيب.. وفاء لقيمه وتنفيذا لمساله النورانية..

ومثلها تحية له ذاته صاحب الدعوة «إبراهيم» مع تمنياتي له بالشفاء، والسلامة، والنجاة من المرض، والبرء من السقم..

وله مني الدعاء الخالص، والأمنيات الصادقة..

وتحية لكل قدم سعت إليه، وقلم أجرى له دعوة، أو شكل له جملة مواساة ومشاركة..

بارك الله في أبناء الوطن المتحدين على المحبة في الله..

وفي الإنسانية..

وفي المجتمع..

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب