Wednesday 14/05/2014 Issue 15203 الاربعاء 15 رجب 1435 العدد
14-05-2014

من قتل ابتسام.؟!

عندما تكون الحياة موضع الجدل.. فلا يمكن أن يقبل أي مبرر أو مسوغ لتأخير إنقاذها أياً كان..في موقف يعتبر الوقت بثوانيه السريعة فيصلٌ ما بين الموت والحياة.

وابتسام _رحمها الله وغفر لها_ نموذجاً يضخ الألم فينا.. ولن استعجل الأحداث فلا تزال حادثة حفل التخرج غير مكتملة.. وفي يد المختصين.. إلى أن يصدر بيان يوضح ما حدث علينا أن نهدأ ولا نستعجل التوقع والاحتمال ولا نلغي التهم جزافاً ومن غير سند صحيح.. لكن..!

لا يمكن أن ننكر أن الفضول والدهشة عند النوازل أحد أهم الأسباب لتفاقم الخسائر التي قد تمتد للأرواح وتحصدها بكل بساطة.. لحظة يكون التوثيق أهم من الإنقاذ.. وسبق النشر مسابقة مجانية ليس فيها فائز.. إنما جموع من المهزومين وعشاق القيل والقال والرقص على جراح البشر!

ولأن الحماقة داء لن ينفع معه حوار أو تثقيف.. فإن الخوف وحده هو من يستطيع أن يوقظ فطنة الأغبياء.. عندما يُسن قانون يعاقب كل من يتسبب في تأخير وصول المسعف إلى المصاب.. في الطريق.. أو مكان الحادث.

لأن محصلته موتٌ في أسوأ حالاته.. وعجز يمكن أن يدمر حياة إنسان لأن الوصول كان متأخراً.. فلا يمكننا أن نتشبث بحجة جهل الجمهور وسذاجته.. في حين يمكن للقانون أن يحمينا جميعاً.. فلا تدري دور من القادم.. فقد يكون أنت يا من تقرأ _لا سمح الله_.. ويمكن للثانية الواحدة أن تحدث فرقاً في أقدارك إن لم تتدخل فيها عيون المتطفلين.. وتترك الطريق متاحاً ليقوم المسعف بدوره الأصعب.

لو علم كل عشاق تصوير مصائب الخلق أن مجرد تأخير خط السير لالتقاط صور أو مقطع مرئي يمكن أن يزج به في السجن.. أو يجعله شريكاً في دفع دية المتوفى.. ولو فهم أصحاب الأمكنة أن منع المسعفين من الدخول سيكلفهم نفس المصير.. عندها حتماً تتقازم شهوة الفضول.. والرأي العقيم لن يتجاوز تفكيره.. ويفسح الطريق للمنقذين ليقوموا بواجبهم دون مضايقة أو مهاترة.

مثلما أننا نكافئ أبطال الإنقاذ.. لا بد أن نعاقب من وقف في وجه الحياة.. فلا شيء يوازي إنقاذ روح بينها وبين الموت مسيرة شهقة.

وأخيراً..

لأهل ابتسام وكل موجوع على فقيد.. اسأل الله أن يمن عليكم بالصبر والسلوان.. ويغفر للراحلين ويجمعنا بهم في مستقر رحمته.

amal.f33@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب