Monday 19/05/2014 Issue 15208 الأثنين 20 رجب 1435 العدد
19-05-2014

صناعة العمل

عشت بعض الوقت مع المشاركين في برنامج «نجم الكوميديا»، وهم مجموعة من الشباب السعوديين الذي يحلمون بأن يتميزوا في مجال التمثيل، وشعرت بأنهم تواقون لمعرفة لماذا لا تتطور الدراما السعودية؟! حاولت أن أسمع آراءهم قبل أن أقول رأيي.

وكان ملخص ما قالوه أن هناك تحفظاً اجتماعياً يمنع من البوح بالكثير من القضايا الحساسة. ومع إيمانهم بهذا التحفظ، إلاَّ أنهم تركوا مدنهم، حائل وتبوك والرياض وجدة ومكة والأحساء والقصيم، ليتنافسوا على مدى ثلاثة أشهر، للدخول كنجوم في فضاء التمثيل.

الشاب السعودي شاب متحمس، لا تكسره الظروف. رأيت بعضهم يعمل في الإمارات وفي قطر وفي البحرين، وهذا ليس عيباً، فالإماراتيون والقطريون والبحرينيون يعملون في السعودية، وكذلك البريطانيون والكنديون والأمريكيون. العيب أن نستسلم للبطالة ولانعدام الفرص.

رؤية هؤلاء الشباب خارج وطنهم يتنافسون من أجل الحصول على فرصة، هو دليل على كذب الكلام الذي يتكرّر كل يوم، عن أن الشباب اتكاليون وكسالى ولا يريدون أن يعملوا إلا بوظائف مكتبية قيادية مكيَّفة!!

ينبغي على الشباب ألا يستكينوا أمام ارتفاع نسب البطالة. عليهم أن يقدّموا المزيد من النماذج المشرّفة للبحث عن الفرص، سواءً في المدن التي يعيشون فيها أو حتى خارجها.

سواءً كان العمل ضمن رغباتهم أو حتى خارجها. عليهم ألا ينتظروا الحلول، عليهم أن يصنعوها.

وأقل ما يمكن فعله تجاه هذه الظاهرة المقلقة، هو أن يقدّم الشباب قصص نجاح ومثابرة وأن يروّجوها، وذلك لكي يلغوا الصورة النمطية المتداولة، وبالتالي سنجد الفرص تنفتح أمامهم.

مقالات أخرى للكاتب